التَّوْريَةُ
التَّوْريَةُ : أَنْ يَذْكُرَ المتكلِّمُ لَفْظاً مُفْردًا له مَعْنَيانِ، قَريبٌ ظاهِر غَيْرُ مُرَادٍ ، وَبَعيدٌ خَفيٌّ هُوَ المُرادُ.
أَمثِلةْ :
_ عن أنسٍ - رضي الله عنه - ، قَالَ : "كَانَ ابنٌ لأبي طَلْحَةَ - رضي الله عنه - يَشتَكِي ،
فَخَرَجَ أبُو طَلْحَةَ ، فَقُبِضَ الصَّبيُّ ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو طَلْحَةَ ، قَالَ : مَا فَعَلَ ابْنِي ؟
قَالَتْ أمُّ سُلَيم وَهِيَ أمُّ الصَّبيِّ : هُوَ أَسْكَنُ مَا كَانَ ، فَقَرَّبَتْ إليه العَشَاءَ فَتَعَشَّى ، ثُمَّ أَصَابَ منْهَا ،
فَلَمَّا فَرَغَ ، قَالَتْ : وَارُوا الصَّبيَّ فَلَمَّا أَصْبحَ أَبُو طَلْحَةَ أَتَى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -
فَأخْبَرَهُ ، فَقَالَ : ( أعَرَّسْتُمُ اللَّيلَةَ ؟ ) قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمَا )". مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
فَخَرَجَ أبُو طَلْحَةَ ، فَقُبِضَ الصَّبيُّ ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو طَلْحَةَ ، قَالَ : مَا فَعَلَ ابْنِي ؟
قَالَتْ أمُّ سُلَيم وَهِيَ أمُّ الصَّبيِّ : هُوَ أَسْكَنُ مَا كَانَ ، فَقَرَّبَتْ إليه العَشَاءَ فَتَعَشَّى ، ثُمَّ أَصَابَ منْهَا ،
فَلَمَّا فَرَغَ ، قَالَتْ : وَارُوا الصَّبيَّ فَلَمَّا أَصْبحَ أَبُو طَلْحَةَ أَتَى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -
فَأخْبَرَهُ ، فَقَالَ : ( أعَرَّسْتُمُ اللَّيلَةَ ؟ ) قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمَا )". مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
_ رُوِيَ عَنْ شُرَيْحٍ ، أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ زِيَادٍ ، وَقَدْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ ، فَقِيلَ لَهُ :
كَيْفَ تَرَكْت الْأَمِيرَ ؟ قَالَ : تَرَكْتُهُ يَأْمُرُ وَيَنْهَى .
فَلَمَّا مَاتَ قِيلَ لَهُ : كَيْفَ قُلْت ذَلِكَ ؟ قَالَ : تَرَكْته يَأْمُرُ بِالصَّبْرِ ، وَيَنْهَى عَنْ الْبُكَاءِ وَالْجَزَعِ .
كَيْفَ تَرَكْت الْأَمِيرَ ؟ قَالَ : تَرَكْتُهُ يَأْمُرُ وَيَنْهَى .
فَلَمَّا مَاتَ قِيلَ لَهُ : كَيْفَ قُلْت ذَلِكَ ؟ قَالَ : تَرَكْته يَأْمُرُ بِالصَّبْرِ ، وَيَنْهَى عَنْ الْبُكَاءِ وَالْجَزَعِ .
_ وكَذلك قول سِرَاجُ الدين الوَرَّاق:
أصُونُ أديمَ وجهي عَن أُنَاس … …لقاءُ الموتِ عِنْدهُم الأديبُ
وَرَبُّ الشعر عندهُمُ بَغِيضٌ … …وَلَوْ وَافَى بهِ لَهُمُ "حبَيبُ"
وَرَبُّ الشعر عندهُمُ بَغِيضٌ … …وَلَوْ وَافَى بهِ لَهُمُ "حبَيبُ"
نجد كلمة "حَبيبٍ" في هذا المثال لها معنيان:
أحدهما: المحبوب وهو المعنى القريب الذي يتبادر إلى الذهنْ بسبب التمهيد له بكلمة "بغيض".
والثاني : اسم أبي تمام الشاعر وهو حبيبُ بنُ أَوْس، وهذا المعنى بعيد.
وقد أَراده الشاعر ولكنه تَلطف فَورَّى عنه وستره بالمعنى القريب.
ويسمَّى هذا النوع من البديع تورية.
أحدهما: المحبوب وهو المعنى القريب الذي يتبادر إلى الذهنْ بسبب التمهيد له بكلمة "بغيض".
والثاني : اسم أبي تمام الشاعر وهو حبيبُ بنُ أَوْس، وهذا المعنى بعيد.
وقد أَراده الشاعر ولكنه تَلطف فَورَّى عنه وستره بالمعنى القريب.
ويسمَّى هذا النوع من البديع تورية.
حُكْمُهَا :
تُحَرِّمُ الْتَّوْرَيةِ إِذَا كَانَ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا إِبْطَالِ حَقِّ أَوْ إِحْقَاقِ بَاطِلٌ فَإِنْ خَلَتْ مِنْ ذَلِكَ
فَهِيَ جَائِزَةٌ فِيْ الْمُزَاحِ وَعِنْدَ الْحَاجَةِ وَالْمَصْلَحَةُ الْرَّاجِحَةِ أَمَّا بِدُوْنِ حَاجَةٍ فَهِيَ مَكْرُوْهَةٌ
قَالَ الْنَّوَوِيُّ فِيْ الْأَذْكَارِ - (جَ 1 / صَ 380):
"قَالَ الْعُلَمَاءُ : فَإِنْ دَعَتْ إِلَىَ ذَلِكَ [ يَعْنِيْ الْتَّوْرَيةِ]
مَصْلَحَةِ شَرْعِيَّةِ رَاجِحَةَ عَلَىَ خِدَاعِ الْمُخَاطَبُ أَوْ حَاجَةٍ لَا مَنْدُوْحَةَ عَنْهَا إِلَا بِالْكَذِبِ ،
فَلَا بَأْسَ بِالْتَّعْرِيْضِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ شَئٌ مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ مَكْرُوْهٌ وَلَيْسَ بِحَرَامٍ ،
إِلَا أَنْ يَتَوَصَّلَ بِهِ إِلَىَ أَخْذِ بِاطِلُ أَوْ دَفْعِ حَقٍّ ، فَيَصِيْرُ حِيْنَئِذٍ حَرَاما ، هَذَا ضَابِطٌ الْبَابِ" انْتَهَىَ .
فَهِيَ جَائِزَةٌ فِيْ الْمُزَاحِ وَعِنْدَ الْحَاجَةِ وَالْمَصْلَحَةُ الْرَّاجِحَةِ أَمَّا بِدُوْنِ حَاجَةٍ فَهِيَ مَكْرُوْهَةٌ
قَالَ الْنَّوَوِيُّ فِيْ الْأَذْكَارِ - (جَ 1 / صَ 380):
"قَالَ الْعُلَمَاءُ : فَإِنْ دَعَتْ إِلَىَ ذَلِكَ [ يَعْنِيْ الْتَّوْرَيةِ]
مَصْلَحَةِ شَرْعِيَّةِ رَاجِحَةَ عَلَىَ خِدَاعِ الْمُخَاطَبُ أَوْ حَاجَةٍ لَا مَنْدُوْحَةَ عَنْهَا إِلَا بِالْكَذِبِ ،
فَلَا بَأْسَ بِالْتَّعْرِيْضِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ شَئٌ مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ مَكْرُوْهٌ وَلَيْسَ بِحَرَامٍ ،
إِلَا أَنْ يَتَوَصَّلَ بِهِ إِلَىَ أَخْذِ بِاطِلُ أَوْ دَفْعِ حَقٍّ ، فَيَصِيْرُ حِيْنَئِذٍ حَرَاما ، هَذَا ضَابِطٌ الْبَابِ" انْتَهَىَ .
منقول
،
التعليق