alardha blog bannar

Collapse

إعلان

Collapse
لا يوجد إعلانات حتى الآن.

KJA_adsense_ad5

Collapse

خط التابلاين ، تاريخ وخبايا

Collapse
X
 
  • فرز
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts

  • خط التابلاين ، تاريخ وخبايا

    وفر لـ 500 ألف مواطن فرص عمل وتعليم (1 من 3) ... «التابلاين»... أنبوب «نفط» أسس 5 مدن سعودية وقفز بها «حضارياً»

    عرعر - عبدالعزيز النبط الحياة - 01/02/09//


    لا تزال 5 مدن سعودية تدين بالفضل لـ «خط أنابيب الزيت الخام عبر البلاد العربية» (التابلاين)، إذ قفز بها حضارياً بعد أن كانت قرى يعاني سكانها من الفقر والجهل ويعتمدون على الرعي لتوفير قوت أولادهم.
    بل إن عاصمة منطقة الحدود الشمالية عرعر لم تكن لتوجد لولا «التبلاين»، إذ اختارت الشركة المنفذة الموقع الذي تحتله المدينة حالياً مركزاً رئيسياً للإشراف على محطات خط «النفط»، ليتحول مقر «المحطة الرئيسي» إلى مدن وقرى يسكنها نحو 100 ألف نسمة اليوم.
    والتابلاين هو خط نفط ينطلق من بقيق وينتهي في مدينة صيدا اللبنانية المطلة على البحر المتوسط. وبدأ تشغيله عام 1950 إلا أنه توقف عن العمل في 1976.
    وأنشأت الشركة المشرفة على «الخط» مدارس في المحطات الخمس التي تمر فيها، إضافة إلى مستشفيات ومطارين، ووفرت فرص عمل للسكان المحليين.
    وتناقش «الحياة» أثر «التابلاين» الذي كان عند إنشائه حدثاً عالمياً على المدن التي مر فيها ثقافياً وتنموياً على مدى ثلاث حلقات.
    ومن المفارقات أن محافظة طريف وهي آخر محطة لـ «التابلاين» في السعودية التي تشكو حالياً من «تعثر» مشاريع التنمية فيها، كانت متقدمة في مقاييس ذلك العصر على مدن سعودية كبيرة مثل جدة. ويؤكد الكاتب الدكتور علي التواتي أنه افتقد وسائل الترفية مثل «العروض السينمائية»، والأكلات الغربية التي كانت متوافرة في طريف حين انتقل إلى جدة لإكمال دراسته.
    يمكن القول إن «خط أنابيب الزيت الخام عبر البلاد العربية» (التابلاين) أحدث نقلة حضارية كبيرة في خمس مدن سعودية كان يمر من خلالها، منذ بدء تشغليه عام 1950 وحتى توقفه في 1976.
    فهؤلاء السكان الذين كان يتجاوز عددهم عند إيقاف التشغيل 500 ألف نسمة، تعلموا في مدارس تعد الأفضل على مستوى المنطقة العربية، فضلاً عن مستشفيات كانت تُجرى فيها جراحات معقدة في الخمسينات.
    ويعود إنشاء التبلاين أو «البيب» كما يسميه أهالي المناطق الشمالية إلى أسباب اقتصادية، فحينما خرجت أوروبا من الحرب العالمية الثانية «محطمة» كانت تحتاج لإعادة بناء بنيتها التحتية.
    في تلك الفترة كان «الذهب الأسود» هو مصدر الطاقة الأساسي، لدعم بناء وتعمير البلدان، وكان الطلب عليه كبيراً، حينها كانت رحلة النفط الخام من رأس تنورة على الخليج العربي إلى البحر الأبيض المتوسط بطول 11.5 ألف كيلو متر، تستغرق وقتاً طويلاً.
    من أجل ذلك فكرت الشركات المالكة لـ «أرامكو» في تلك الفترة بإنشاء خط أنابيب لنقل النفط الخام من حقول النفط في مدينة بقيق السعودية إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط.
    فكانت الفكرة أن يكون مصب الخط في ميناء حيفا في فلسطين إلا أن قيام إسرائيل عام 1948 عطل تنفيذ المشروع، عندها أمر الملك عبدالعزيز، إما بإلغاء الخط كاملاً أو إيجاد مسار بديل، وتم تحويل مساره إلى ميناء صيدا في لبنان عبر الأردن وسورية.
    وعلى مدار أكثر من أربعين عاماً لعمل «التابلاين» في السعودية لا يمكن إغفال التأثيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي أحدثها «الخط» في سكان المناطق التي مر من خلالها.
    ويعود الفضل لـ «التابلاين» باستقرار البدو الرحل لتلك المناطق في محافظات النعيرية والقيصومة ورفحاء وعرعر وطريف، وتوفيره لفرص عمل لهم ولغيرهم من آلاف سكان مناطق السعودية كافة.
    واكتسب هؤلاء السكان ثقافة ولغة ومهارات لم تكن تتسنى لهم لولا عملهم في «التابلاين»، كما وفرت لمواشيهم الماء من خلال 52 بئراً حفرته الشركة الأميركية المنفذة للمشروع «بكتل» في المناطق التي يقطعها الأنبوب.
    وأنشأت «بكتل» مساكن للعاملين لديها في المحافظات الخمس تتوافر فيها مستشفيات وخدمات الكهرباء و«البرقيات»، كما أتاحت للسكان المحليين الاستفادة من وسائل ترفيهية مثل الملاعب الرياضية، ومطاعم تقدم مأكولات غريبة في ذلك الوقت مثل «الهمبرغر» والآيس كريم، فضلاً عن توفير الماء البارد والثلج. وفي السياق ذاته، قال المدير العام للتربية والتعليم في منطقة الجوف للبنين سابقاً الدكتور عارف المسعر لـ «الحياة»: «إن مدينة عرعر هي أكثر المحطات التي حظيت باهتمام التابلاين وأصبحت ذات أهمية كبرى في موقعها بالنسبة للشركة، إذ أسست فيها ممثلية لها ومستشفى عظيماً في مستواه وخدماته»، مبيناً أن «بكتل» عملت على تخطيط مدينة «عرعر» بشكل راق.
    وأشار إلى أن تمركز الأعمال الفنية والمدنية المهمة للشركة في عرعر، أدى إلى حرص سعوديين من المناطق كافة على القدوم إلى المدينة طلباً للعمل فيها.
    وعدد المسعر ما اعتبرها أوليات تختص بها مدينة عرعر، متفوقة على المدن الأخرى، وهي: خُططت المدينة من قبل شركة «التابلاين» بشكل سليم، عُبدت شوارع المدينة بالإسفلت قبل غيرها من المدن، أنيرت المدينة بالكهرباء فكانت المدينة الوحيدة في شمال المملكة التي حظيت بهذه الخدمة، تأسست في المدينة بلدية ذات تشكيل فني وإداري جيد فكانت فتحاً في زيادة تنظيم المدينة ونظافتها، زودت مدينة عرعر بشبكة لمياه الشرب، وأُسس فيها مركز للتجنيد تابع لوزارة الدفاع والطيران عام 1952 ما وفر فرص عمل لشبان المنطقة، أُنشئت فيها مدرسة ثانوية كانت الأولى من نوعها في المنطقة». وأضاف: «كما أن هناك خدمات اختصت بها عرعر منها محال تجارية كانت تعرف بـ (الكانتين) أو السوبر ماركت تحتوي على مواد غذائية لم تكن متوافرة في غالبية المدن السعودية، وأسس فيها مركز رياضي ترفيهي، كما اُفتتح فيها أول مركز بث تلفزيوني في مناطق الشمال».

    «الشركة» تحوّل «محطات» إلى مدن... وتنشئ «إمارة»


    تحوّلت «المحطات» الخمس التي يمر بها خط «التابلاين» إلى مدن بعد مرور سنوات قليلة، بعد أن كانت قرى نائية مجهولة. وشيّدت الشركة المشرفة على الخط مقار لأجهزة حكومية في المحطات التي تمر بها، ففي عرعر مثلاً أنشأت مباني الإمارة والشرطة والمحكمة الشرعية ومكتب البريد، إضافة إلى مدارس للبنين والبنات. كما شيّدت محطات للمياه والكهرباء في هذه المدن، فضلاً عن إنشاء مطارين في عرعر وطريف، والأخير كان في ذلك الوقت «إقليمياً» ويستقبل رحلات دولية.
    ولم تكتفِ الشركة ببناء مقار الأجهزة الحكومية، بل عملت على تأثيثها وتجهيزها بشكل راقٍ. وإضافة إلى هذا كله، عبّدت طرقاً في المدن الخمس، خصوصاً عرعر التي كانت تقيم فيها إداراتها الرئيسية، التي تشرف منها على محطات «الخط» الأخرى، إذ أُسّس طريق عريض يقطع المدينة إضافة إلى شوارع فرعية.
    وأدت عمليات التنمية هذه إلى استقطاب آلاف المواطنين إلى عرعر بحثاً عن عمل، وكان من بين هؤلاء البدو الرحل الذين كانوا يلاحقون المراعي في شمال الجزيرة العربية.
    وكانت عرعر تُسمّى في بداية تأسيسها عام 1950 «بدنة»، وعُيّن أميراً عليها الأمير محمد السديري، فيما بقيت المحطات الشمالية تعرف باسم محافظة «خط التابلاين»، إلى أن صدر أمر ملكي عام 1956 بتغيير اسمها إلى منطقة الحدود الشمالية، وعُيّن أميراً عليها الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود، وتضم المنطقة إضافة إلى عرعر محافظتي رفحاء وطريف.

    «طريف» تتفوق على جدة «ثقافياً»


    من المفارقات أن محافظة طريف، وهي آخر محطة لـ«التابلاين» في السعودية التي تشكو حالياً من «تعثر» مشاريع التنمية فيها، كانت متقدمة في مقاييس ذلك العصر على مدن سعودية كبيرة مثل جدة.
    ويؤكد الكاتب الدكتور علي التواتي أنه افتقد وسائل الترفيه مثل «العروض السينمائية»، والأكلات الغربية التي كانت متوافرة في طريف حين انتقل إلى جدة لإكمال دراسته. وأضاف: «حينها كان أهالي طريف يستمتعون بمشاهدة العروض السينمائية ومتابعة قناة الشركة التلفزيونية، كما أن أبناءهم تعلموا في المدرسة الابتدائية التي أنشأتها الشركة قبل إنشاء وزارة المعارف، إضافة إلى مستشفى متطور جداً بقياس تلك الفترة». وتابع: «كما كان باستطاعة السكان السفر إلى العواصم العربية المختلفة مثل بيروت مباشرة عبر طائرات الشركة من طراز الداكوتا».
    أما الباحث الاجتماعي هايل الدغماني، فيقول: «عرفت طريف الأكلات الغربية مثل الهمبرغر والبروستد والحلويات مثل الكيك وباونتي والمارس والسنكرس في مطلع الخمسينات».
    وقال لـ «الحياة»: «إن الشركة المنفذة لـ «التابلاين» اهتمت بالجوانب الترفيهية لموظفيها، فأنشأت ملاعب لكرة القدم والسلة والغولف، كما أن الاحتكاك بين موظفي الشركة الأميريكان والموظفين المحليين في أوقات الفراغ أدى إلى نقل بعض الألعاب الغريبة مثل قفز الحواجز والوثب الطويل إلى سكان طريف».

    سيرة «التابلاين»


    بدأ إنشاؤه في كانون الثاني (يناير) 1948.
    يمتد من مدينة بقيق في المنطقة الشرقية إلى ميناء صيدا اللبناني بطول 1664 كيلومتراً.
    أقيمت خمس محطات للضخ في السعودية، في كل من النعيرية والقيصومة ورفحاء وعرعر وطريف، بين كل محطة عن الأخرى 300 كيلومتراً.
    احتاج «التابلاين» إلى نحو 350 ألف طن من الأنابيب.
    عمل في إنشائه 16 ألف عامل، بمساعدة 3 آلاف قطعة من الآليات ومعدات البناء.
    اكتمل الخط في أيلول (سبتمبر) 1950. وبلغت كلفة إنشائه 250 مليون دولار، وهو رقم كبير في ذلك الوقت.
    بدأ ضخ النفط الخام عبر ميناء صيدا في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 1950.
    حين تم تحميل النفط الخام من ميناء صيدا كان سعر البرميل في بورصة نيويورك 3 دولارات.
    كانت طاقة «التابلاين» عند بداية العمل فيه 320 ألف برميل يومياً (أي ما يعادل 30 في المئة من إنتاج السعودية من النفط في تلك الفترة).
    تم رفع طاقته في الستينات إلى550 ألف برميل يومياً. توقف ضخ التابلاين موقتاً مرتين الأولى خلال «العدوان الثلاثي» على مصر عام 1956، وإثر «النكسة» عام في 1967.
    توقف «الضخ» إلى ميناء صيدا في 1976، جراء اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية.
    استمر «الضخ» إلى مصفاة الزرقاء الأردنية حتى توقف نهائياً عام 1990 لأسباب اقتصادية وسياسية.
    سُحب النفط المتبقي في «الأنابيب» عام 2000، وتعادل كميته نحو مليوني برميل.
    بدأت شركة أرامكو السعودية بتفكيك محطات الضخ الخمس في السعودية عام 2006، في حين لا يزال الخط موجوداً.

  • #2
    الأطباء الأميركان اعتبروا أنفسهم جزءاً من المجتمع المحلي (2 من3)... مستشفيات التابلاين «معجزة»... والسكان يشاركون «الكادر» في «المكتبة»
    عرعر - عبدالعزيز النبط الحياة - 02/02/09//

    قد يستغرب كثيرون، إذا عرفوا أن سكان منطقة الحدود الشمالية الذين كانوا قبل نحو 60 عاماً يتلقون رعاية صحية على مستوى راق، ويحظون بفرص علاج هي من الأفضل على مستوى المنطقة العربية، صاروا يقصدون الآن مدناً أخرى لتلقي العلاج،
    وتناقش «الحياة» في الحلقة الثانية من ملف «خط أنابيب الزيت الخام عبر البلاد العربية» (التابلاين) الخدمات الصحية التي وفّرتها الشركة المؤسسة للخط في 5 مدن تمر فيها ومن بينها عرعر عاصمة الحدود الشمالية، إضافة إلى تسليط الضوء على حرص الشركة على صناعة جيل من «رجال الأعمال»، إلى جانب ارتفاع عدد «الأميين» السعوديين الذين يتحدثون اللغة الإنكليزية.
    ويؤكد الدكتور عارف المسعر «أن مستشفى التابلاين في عرعر وفّر الخدمة الصحية على مستوى عالٍ، وكان يمثل معجزة في تلك الفترة، حيث تجرى فيه الجراحات الصعبة، ومزود بمختبر على مستوى راق».
    وأبدى محمد الرويلي (50 عاماً) وهو أحد سكان عرعر أسفه على «تواضع مستوى الخدمات الطبية في مستشفيات منطقة الحدود الشمالية». وقال: «مَنْ كان يصدق أن مستشفيات التابلاين كانت مقصد طالبي العلاج من سكان المناطق الشمالية، أما اليوم فإن أهالي الحدود الشمالية يقاسون المشقة للبحث عن العلاج في مستشفيات متقدمة في الرياض وجدة».
    من جهة أخرى، أعطت شركة «التابلاين» فرصة لعدد من المقاولين الجدد، لتنمية أعمالهم التجارية واكتساب خبرات عملية، ليصبحوا تالياً من أثرياء العالم.
    ويعتبر البليونير سليمان العليان أول وأشهر هؤلاء المقاولين، وفي سيرته الذاتية «من عنيزة إلى وول ستريت» يروي قصة تكوين «إمبراطوريته» الذي لعب «التابلاين» دوراً رئيسياً في نشوئها.

    يفتخر محمد الرويلي (50 عاماً) بأنه أحد مواليد مستشفيات «التابلاين» التي كانت متطورة جداً قياساً بمستوى نظيرتها في المنطقة العربية التي كانت غالبيتها خارجة من الاستعمار الأجنبي حينها.
    ويضيف: «حتى في سنوات طفولتي الأولى كنت أعالج في مستشفى التابلاين في عرعر، الذي كان يشرف عليه كادر أميركي وعربي».
    واعتبر الرويلي الذي انتقلت عائلته من منطقة الجوف إلى عرعر بعد تشغيل التابلاين، «أن الخدمات الطبية والأساسية المتوافرة في المحافظات التي يمر عبرها التابلاين، كانت عاملاً رئيسياً لدفع كثير من عائلات المنطقة للانتقال للسكن في تلك المدن».
    وأبدى أسفه على «تواضع مستوى الخدمات الطبية في مستشفيات منطقة الحدود الشمالية». وقال: «من كان يصدق أن مستشفيات التابلاين كانت مقصد طالبي العلاج من سكان المناطق الشمالية، أما اليوم فإن أهالي الحدود الشمالية يقاسون المشقة للبحث عن العلاج في مستشفيات متقدمة في الرياض وجدة». ويؤكد الدكتور عارف المسعر «أن مستشفى التابلاين في عرعر وفر الخدمة الصحية على مستوى عالٍ، وكان يمثل معجزة في تلك الفترة، حيث تجرى فيه الجراحات الصعبة، ومزود بمختبر على مستوى راق».
    وذكر أن المستشفى كان يرسل العينات الدقيقة إلى الجامعة الأميركية في بيروت بواسطة طائراتها، «لتعود بعد أسبوع حاملة نتائج المختبر المطلوبة ليعمل المستشفى بمعالجة الحالة في ضوئها».
    من جانبه، قال رئيس المجلس البلدي لمدينة سكاكا الدكتور نايف المعيقل إن وجود «التابلاين» بما تحمله من إمكانات بشرية ومادية وخبرات طبية انعكس إيجاباً على أهالي المناطق الشمالية.
    وأوضح أن سكان تلك المناطق استفادوا من وجود مستشفيات «التابلاين» في إجراء الجراحات الصحية الصعبة، «لأنها كانت تضم كوادر وتجهيزات طبية مميزة، إذ كانت المستشفيات مرتبطة بالجامعة الأميركية في بيروت».
    وتسترجع هالة حداد وهي إحدى الممرضات اللبنانيات العاملات في مستشفى «التابلاين» في عرعر ذكرياتها حين عملت في المستشفى لمدة 30 عاماً وحتى نهاية التسعينات من القرن الميلادي الماضي، «كانت المدينة مكاناً حافلاً بالود، وحتى اليوم ما زال سكان من عرعر يتصلون بي في مقر إقامتي في الظهران».
    ولاحظت «أن المجتمع في عرعر كان مترابطاً في تلك الفترة وكان العاملون في المستشفى يشعرون بأنهم جزء من السكان المحليين».
    وأضافت: «كانت المدينة عبارة عن حي سكني مستقر يتضمن الكثير من الأنشطة تخدم كل سكان المدينة، وكانت الممرضات والسكرتيرات يعشن في مبنى يعرف بـ «بانك هاوس»، حيث كان لكل واحدة منهن غرفة نوم خاصة، فيما كانت كل 4 منهن يشتركن في مطبخ وغرفة معيشة وغرفة جلوس واحدة».
    وأشارت إلى «أنه كان للحي مكتبة خاصة ومحطة تلفزيون ومدرسة ومتعهد تموين يعرف بالكانتين».
    وأضافت: «كانت عرعر تضم المرافق الطبية الوحيدة المتوافرة في المناطق الشمالية، وتقدم الرعاية الطبية للسعوديين كافة، إضافة إلى موظفي التابلاين وأفراد أسرهم ومقاولي الشركة». وأكدت «أن تلك الخدمات الطبية الراقية في مستشفى التابلاين في عرعر كانت تنسحب على مستشفياتها الأخرى في بقية المحطات».
    من جهته، يؤيد أحمد العرادي «جودة الأداء في مستشفيات التابلاين كافة. ويقول: «كان مستشفى التابلاين في رفحاء يضم مختبراً لفحوص الدم وآخر للأشعة، إضافة إلى أجنحة لتنويم المرضى». وذكر أن «العلاج لم يكن يتم بطريقة عشوائية، إذ كان لكل مريض ملف يضم كل البيانات الخاصة به، ويمنح بطاقة تحمل معلومات مختصرة عنه، ليقدمها إلى قسم الاستقبال عند كل زيارة يقوم بها إلى المستشفى».


    ظهور جيل من «رجال الأعمال»

    أعطت شركة التابلاين فرصة لعدد من المقاولين الجدد لتنمية أعمالهم التجارية، واكتساب خبرات عملية، ليصبحوا تالياً من أثرياء العالم.
    ويعتبر البليونير سليمان العليان أول وأشهر هؤلاء المقاولين، وفي سيرته الذاتية «من عنيزة إلى وول ستريت»، يروي قصة تكوين «إمبراطوريته» التجارية، التي بدأت بتأسيس شركة صغيرة سماها شركة «المقاولات العامة».
    ودخلت شركته في مناقصة لتنزيل مواد التابلاين من السفن في ميناء رأس مشعاب، وكان مبلغ العطاء الذي قدمه العليان في طلبه للحصول على مقاولة التنزيل أقل مبلغ.
    لكن شركة بكتل وقّعت العقد معه بزيادة 25 في المئة، وهو ما فسره العليان على «أنه جاء انطلاقاً من سياسة أرامكو، التي تهدف إلى تطوير الاقتصاد المحلي، وإيجاد جيل من رجال الأعمال». وبعد الانتهاء من العمل في مقاولة التنزيل، فاز العليان بعدد من المقاولات الأخرى، مثل توفير الطعام لعمال المشروع، وبناء معسكرات الشركة، وحفر الخنادق لدفن «البيب»، وتصنيع دعامات الحديد والاسمنت لتدعيم الأجزاء الطويلة من «البيب»، والتي تُمدَّد على سطح الأرض. كما شارك العليان مع شركات أميركية في عمليات «تلحيم» الأنابيب.
    وخلال المراحل الأخيرة من مشروع التابلاين، شارك في عملية تطوير مدن التابلاين في السعودية، ويقول العليان عن تلك المرحلة: «إن الملك عبدالعزيز كان يتوقع تطور تلك المدن حين تتوافر فيها المياه ووسائل الحياة الحديثة فيها، لذلك أكد في الاتفاق الموقع مع التابلاين على تأسيس الشركة إدارة جديدة لإمارة الحدود الشمالية، تضم قوة للشرطة وخدمة هاتف ومدارس، وكذلك انشاء مبانٍ لهذه المصالح، كما أُلزمت الشركة بإنشاء طريق بري موازٍ للبيب».
    ويعتبر العليان أكبر مقاول سعودي تعاملت معه شركة بكتل، وبلغت أرباحه من تلك المقاولات أكثر من 100 ألف دولار، واستطاع أن يسدد قرضه الأول، الذي استدانه لتأسيس شركته من مردود الأعمال التي نفذها.



    «أميّون» يجيدون الإنكليزية ... تحدثاً وكتابةً

    على رغم أن غالبية السعوديين العاملين في شركة «التابلاين» أميون لا يجيدون اللغة العربية تحدثاً وكتابة، ألا أنهم كانوا يتحدثون «الإنكليزية»، وبعضهم يجيدها كتابة أيضاً.
    فالتعامل المباشر مع العاملين الأميركان في «التابلاين» أكسب الرعيل الأول مهارة التحدث باللغة الإنكليزية، وتحديداً بلهجة سكان ولاية صناعة النفط الأميركية تكساس.
    وحوّرت مفردات إنكليزية إلى عربية، وانتشر استخدامها بين سكان المناطق التي يمر بها التابلاين.
    فأصل اسم سيارة النقل الصغيرة التي يطلق عليها اسم «وانيت»، يعود إلى مصادفة لا علاقة لها بالأسماء ولا الصفات، إذ إن «التابلاين» كانت تستخدم شاحنات نقل صغيرة من نوع «دودج»، لنقل المؤن إلى العاملين في الخط، وكانت لتلك الشاحنات أرقام تسلسلية تبدأ بالرقم 18.
    وفي البداية كان الموظفون يطلقون على هذه الشاحنات مسمى «ون إيت» الذي يعني الرقم 1 والرقم 8 باللغة الإنكليزية، ويُنطقان تباعاً بلا فاصل لتمييزها عن غيرها، إلا أن الاستخدام المتكرر للكلمة ذاتها وبالشكل الصوتي نفسه حوَّل تجاور رقمين إلى اسم خاص بالشاحنات الصغيرة.
    كما أن كلمة «وَايِت» التي تعني «صهريج» في اللغة العربية، تم إطلاقها على السيارة التي تنقل الماء للموظفين والعمال في «التابلاين»، وصادف أن كان لون السيارة المخصصة لذلك أبيض، فصار يُطلق على كل صهريج اسم «وَايت» التي تعني اللون الأبيض (White) في اللغة الإنكليزية.
    أيضاً هناك كلمات إنكليزية كان يستخدمها موظفو «التابلاين» حوّرت إلى اللغة العربية، مثل: Check (يتفقد)، فيقال «شيّك، يشيّك، تشييك».
    في المقابل، توجد كلمات إنكليزية احتفظت بسلامتها الصوتية كما هي في الاستخدام المحلي، مثل: Ok (حسناً)، Light (ضوء)، Bus (باص)، gas (غاز)، Wire (سلك)، Hose (خرطوم)، Tanker (ناقلة).

    التعليق


    • #3
      اقتراح بإنشاء محطة تحلية... ورغبة في الإبقاء على «الخط» باعتباره من الآثار (3 من 3)... انتقاد لتفكيك «التابلاين»... ومطالبات بتوظيفه لخدمة المناطق «الشمالية»

      رفحاء - عبدالعزيز النبط الحياة - 03/02/09//


      انتقد سكان مدن يمر عبرها خط «أنابيب الزيت الخام عبر البلاد العربية» (التابلاين)، العمل على فك مضخات «الخط» حالياً.
      وقال هؤلاء: «بعد مرور 60 عاماً على نشأة مدنهم بفضل التابلاين، وتفكك المضخات التي كلفت مبالغ طائلة»، معتبرين أنه من الممكن الاستفادة من هذه المضخات بتزويد المناطق الشمالية بالنفط.
      وقال أحد سكان محافظة رفحاء أحمد الشمري (35 عاماً): «إن انتماء أهالي المحافظة إلى التابلاين» كبير جداً»، وأضاف: «كان آباؤنا يعانون من قسوة الصحراء، لكن ذلك تغير تماماً حين ظهر التابلاين وما رافق ذلك من حراك اجتماعي واقتصادي وثقافي كبير في المحافظات التي أنشئت في محطات التابلاين».
      مشيراً إلى أنه مثل أبناء جيله يكنُّون لـ«التابلاين جميع مشاعر الود والمحبة، لأنهم وُلِدوا في مستشفياتها وتعلموا في مدارسها واستمتعوا بوسائل الترفيه التي وفّرتها».
      من جهته، طالب سعد العنزي (أحد سكان عرعر) بـ«تأهيل مرافق التابلاين التي كانت في فترة مضت متقدمة على ما تحويه مدن رئيسية سعودية».
      أما في طريف، فعبر فهد الرويلي عن أسفه لإزالة محطات «التابلاين» في مدينه. وقال: «بعض العاملين الأميركان في التابلاين يشعرون بالانتماء إلى طريف، ومنهم من أصرّ على البقاء هنا، في حين يزور آخرون المحافظة في أوقات متفاوتة».
      من جانبه، رأى أستاذ التاريخ في جامعة الحدود الشمالية الدكتور صالح السعدون في حديث مع «الحياة» أن «التابلاين كان له أثر بالغ في تكوين المناطق التي مر بها».
      ولاحظ أن «التابلاين» أسهم في خدمة الوطن في مجالات متعددة، «إذ تمكن الملك عبدالعزيز، من دفع الخط ليبنى في أقصى نقاط الحدود مع الدول المجاورة، وهو بتلك السياسة ثبت خط الحدود بين السعودية وبين كل من العراق والأردن».
      ونبه إلى أن «خط النفط» أسهم في «جمع بوادي المناطق الشرقية والشمالية، في مراكز (مدن) أسستها الشركة المشرفة على التبلاين وأشرفت على تخطيطها».
      وقال إن مراكز الشركة كانت تحتاج إلى خدمات الأيدي العاملة، «ووجد سكان تلك المناطق من البادية إمكان تغيير نشاطهم أو كنشاط إضافي إلى جانب الرعي نحو متطلبات وجود الشركة، خصوصاً عمليات الخدمات كالنقل والتسويق ونقل المياه وغيرها، ما أوجد نشاطاً اقتصادياً موازياً لنشاط الرعي». وأوضح أن الخيام و«الصنادق» التي بنيت لتأوي الأيدي العاملة التي تقدم الخدمات تحولت مع مرور الوقت، إلى بيوت من الحجر والطين والأسمنت ثم تحولّت إلى «قرى عامرة تعج بالنشاط».
      ولفت إلى أن «المحطات الخمس التي كانت يفصل بين كل واحدة منها 300 كيلومتر، ساعدت الدولة على توطين أبناء البادية».
      ورأى أن هذا الأمر «خدم البلاد في مجال استقرار هذه الشريحة الاجتماعية التي ستسهم لاحقاً في ضبط الأمن في تلك المناطق وتعميرها، ما ساعد في إنشاء العشرات من المدن والقرى والهجر في تلك السهول، التي لم يكن يسكنها إلا قليل من البدو الرحل في فترة زمنية قصيرة من كل عام».
      وأكد أن «التابلاين» «أسس البنية التحتية البسيطة لتلك المدن بحيث تمكنت الدولة من البناء عليه وتطويرها إلى مدن عصرية متطورة».
      مبدياً أسفه لبدء تفكيك «التابلاين» من شركة يابانية. وقال: «يشترون الحديد بالطن ويبيعونه علينا بالمليغرام!»، مطالباً بالإبقاء على «الخط» على الأقل باعتباره من الآثار.
      وأكد أنه طرح فكرة الاستفادة من «التابلاين» خلال زيارة خادم الحرمين إلى منطقة الحدود الشمالية قبل نحو عام ونصف العام.
      وأشار إلى أن فكرته تتمثل «بإنشاء محطة تحلية مياه كبرى على الخليج العربي توصل بـ «التابلاين»، ليضخ الماء المحلى إلى منطقة الحدود الشمالية».
      ولفت إلى أن هذه المياه «توظف لخدمة الأغراض الزراعية في سهول لينة، ويقام بعدها سد كبير على وادي كريم، على أن يرافق هذه الإجراءات توزيع أراض زراعية بور على المواطنين والشركات».
      وذكر أن مناخ المنطقة الواقع تحت مؤثرات «مناخ إيران والعراق يساعد في زراعة أنواع من نخيل العراق والتفاح الإيراني وغيرها».
      ورأى أنه «بعد تنفيذ هذا المشروع يمكن إيصال المياه إلى منطقة الجوف»، مبيناً أن الجوف في حاجة ماسة إلى الماء «بعد حدوث انهيارات في المنطقة، بسبب سحب المياه بكميات كبيرة من باطن الأرض».

      تجاوز 3 حروب... وأوقف ضخه في «الرابعة»


      شهدت الفترة التي أعقبت تشغيل «التابلاين» في 1950 وحتى توقف العمل فيه عام 1990 اضطرابات سياسية وأمنية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، أفضت إلى اندلاع أربعة حروب، الثلاث الأولى أثرت على أعمال «الضخ»، إلا أن الرابعة وهي أزمة احتلال الكويت قضت على «أسطورة التبلاين» وجعلتها من الماضي.
      كما أن الدول العربية التي يمر عبرها التابلاين شهدت خلال فترة الخمسينات والستينات والسبعينات ظهور جماعات تزعم أنها تحارب ما تسميه بـ «الامبريالية الغربية». واعتبر هؤلاء «التابلاين» مشروعاً داعماً للغرب.
      وقال خبير في شؤون النفط (فضل عدم الكشف عن اسمه) لـ «الحياة» إن أولى الصعاب التي واجهت «التابلاين» هو قيام دولة إسرائيل، ما أدى إلى تحويل نهايته من ميناء حيفا الإسرائيلي إلى ميناء صيدا اللبناني.
      وأضاف: «اندلاع حرب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، أدى إلى تأجيج المشاعر القومية، وتعرض «الخط» للتفجير في مرتفعات الجولان لمنع تصديره إلى بريطانيا وفرنسا».
      وأشار إلى أن «المزايدات» التي قامت بها بعض الدول العربية في تلك الفترة كانت تهدد وجود «التابلاين»، على اعتبار أن تلك الدول «حامية المصالح العربية العليا، وتعتبر الخط يمثل تهديداً للمصالح العربية».
      ولفت إلى أن تلك الدول «أغفلت حقيقة أن التابلاين أنعش المناطق التي مر من خلالها اقتصادياً واجتماعياً، إضافة إلى المبالغ التي كانت تتحصلها جراء مرور التابلاين عبر أراضيها».
      وأوضح أن «الضخ توقف موقتاً خلال حرب الأيام الستة (النكسة) عام 1967»، مبيناً أن الحروب عادت لتوقف ضخ النفط عبر «التابلاين» في 1976 حين اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية قبل ذلك بعام، ما أدى إلى إيقاف «الضخ» إلى ميناء صيدا اللبناني، والاكتفاء بالضخ إلى مصفاة الزرقاء الأردنية. وذكر أن «الضخ» توقف نهائياً إلى مصفاة الزرقاء الأردنية عام 1990 بسبب قيام حرب الخليج الثانية.
      ولاحظ «أنه كان ممكناً الاستفادة من التابلاين داخل الأراضي السعودية، بعمل مصفاة للنفط في مدينة عرعر، لتكون مركزاً رئيسياً لتوزيع الوقود على المناطق الشمالية في السعودية، بدل صهاريج الوقود الكبيرة التي تنقل الوقود إلى تلك المناطق مسببة زحمة في الطريق الدولي». ورأى أن هذا المشروع قابل للتنفيذ، «خصوصاً أن الخط ما زال موجوداً».

      أنبوب نفط في أعمال روائية


      بعد أن دوَّن الأديب الدكتور غازي القصيبي مقاطع من سيرة «التابلاين» في روايته «أبو شلاخ البرمائي»، كان من الأولى أن يستحوذ «التابلاين» على اهتمام المثقفين الذين عاشوا في المحافظات التي يمر من خلالها.
      ويعتزم الكاتب محمد الرطيان الذي ولد في مستشفى «التابلاين» في رفحاء وعاش فيها، إصدار روايته الأولى قريباً، وخصّ الرطيان «الحياة» بفصل من الرواية يتحدث عن «التابلاين».

      الورقة رقم «4»


      بالصدفة، كانت إحدى القوافل تمر من هنا، من هذا المكان.
      وبالصدفة، كانت معهم امرأة تحتضر... وماتت في هذا المكان.
      وبالصدفة، تم اختيار هذا التل الصغير، لتدفن بجانبه، ويصبح علامة لقبرها.
      كان اسم المرأة «رفحا».
      لاحقاً، صار اسم التل الصغير «رفحا».
      مع مرور الوقت، صار كل ما حول التل يحمل اسم «رفحا».
      في وقت ما، صار هذا المكان الذي لم يكن سوى نقطة صغيرة في صحراء شاسعة ولاسعة، مكاناً مفضلاً لبعض القبائل، تمره في مصيفها ومشتاها، وفي رحلات بحثها عن الماء والكلأ.
      هنا تقاتل البدو على بئر ماء.
      ومن هنا مرّت قوافل تجار «العقيلات» القادمة من قلب «نجد» وهي في طريقها إلى «بغداد» و «الشام».
      ومن هنا مرّ الفرسان، والشعراء، والغزاة.
      وهنا، وعلى أطراف «رفحاء» ترى «بركة زبيدة» هذا المشروع الذي قامت بإنشائه زوجة الخليفة العباسي «هارون الرشيد» لسقاية الحجاج من العراق حتى أطراف مكة المكرمة. ومن هنا أيضاً، مرّت هذه الأفعى المعدنية العملاقة، ذيلها: في الخليج العربي ورأسها: في البحر المتوسط!
      في منتصف القرن الماضي، وتحديدا ً في عام 1948، وبأمر من الملك عبدالعزيز آل سعود، قررت شركة «أرامكو» أن تمد أطول خط أنابيب «التابلاين» لضخ النفط ونقله من مصادره في المنطقة الشرقية على الخليج العربي، وتحديداً من «بقيق»، إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط حتى ساحل «حيفا» الفلسطينية.
      وأتت الأحداث السياسية ومنها إعلان دولة إسرائيل لتغيّر مساره إلى سواحل «صيدا» اللبنانية على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، لتنقله الناقلات من هناك ويباع إلى مستهلكيه في العالم الغربي.
      بالصدفة، يمر هذا الخط العملاق بـ «رفحاء».
      ويقرر المسؤولون في شركة «أرامكو» وضع محطات ضخ وصيانة لخط الأنابيب كل 300 كيلومتر... وبالصدفة تكون المحطة اللاحقة في «رفحاء». وليست وحدها «رفحاء» فهناك في الجانب السعودي خمس مضخات: النعيرية، القيصومة، رفحاء، عرعر (وكانت تسمى: محافظة خط الأنابيب) وآخر محطة: طريف. ولا بدّ لهذه المحطات من مهندسين وعمال، وأمن لحمايتهم وحماية المحطة. ومستشفى صغير لعلاجهم، ومعدات حديثة لاستخراج الماء الصالح للشرب من باطن الأرض.
      وهكذا أتت الوجوه الغريبة من المناطق والجهات كافة، يحملون أسماء عائلات وقبائل لا يعرفها أحد. هناك من أتوا مع الشركة كعمال فيها، وهناك من أتى مع «الإمارة»، وهناك من استوطن في هذا المكان الذي صار آمناً، وهناك العائلات التي أتت من «القصيم» وما جاورها إلى هذه البلدة -التي بدأت تنمو- بحثاً عن الرزق والتجارة. تغيّر المشهد كثيراً: صارت هنالك بعض بيوت الطين بجانب الكثير من الخيام وبيوت الشعر.
      وفي وسط البلدة تم إنشاء أول مسجد، وحول هذا المسجد تشكلت نواة سوق «رفحاء» وذلك من بعض الدكاكين الصغيرة التي تناثرت حوله. أما في الجهة اليسرى من الجانب فكانت هناك «الوقفة» وهي سوق الغنم والإبل وصار البدو يأتون إليها من الجهات المحيطة بـ «رفحاء» كافة ليقوموا بشراء وبيع المواشي...
      ويحدث أن يباع فيها ما هو أبعد من هذا! أما «أرامكو» فبناؤها مختلف، وحديث، وتحيط به الأشجار. ينظرون له البدو بذهول وإعجاب... ولا يستطيعون الدخول إليه (باستثناء المستشفى) يحيطه سياج حديدي، لا يدخله سوى العاملين فيه.
      صار في «رفحاء» مركز إمارة وشرطة وسجن... ولاحقا ً - بعد سنوات - مدرسة ابتدائية!
      ولـ «رفحاء» حديّن.. حد قديم رُسم قبلها، ويجعلها عراقية. وحد رُسم بعدها، ويجعلها سعودية. ولا تدري هل هي صدفة أيضاً، أم أنها مهارة السياسي، أم خطأ في رسومات الجغرافيين. بهذا الشكل نشأت «رفحاء» الحديثة.
      كأنها صدفة تاريخية جعلت الزمن ينتبه إليها، ويقف عندها قليلاً... أو كأن «رفحاء» ليست سوى خطأ مطبعي في وثيقة سياسية!

      التعليق


      • #4
        التابلاين خاصة وأرامكو عامة كان السبب الأساسي بعد إرادة الله في ولادة الكثير من المدن السعودية الكبرى كالدمام (كانت مجرد خيمة كامب عمال) والخبر وابقيق وكذلك عرعر وغيرها .

        لقد كانت أرامكوا حدثاً ضخماً غير السعودية كلها وأثر فيه أجتماعياً وحضارياً وأقتصادياً وساهمت هذه الشركة بالرقي بالمجتمع السعودي قبل أن تتراجع وتنكمش وتتقوقع على نفسها ربما نتيجة لضغوط المجتمع الذي تغير من حولها وعاد القهقرى .

        التعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سحاب الجبل مشاهدة مشاركة
          التابلاين خاصة وأرامكو عامة كان السبب الأساسي بعد إرادة الله في ولادة الكثير من المدن السعودية الكبرى كالدمام (كانت مجرد خيمة كامب عمال) والخبر وابقيق وكذلك عرعر وغيرها .

          لقد كانت أرامكوا حدثاً ضخماً غير السعودية كلها وأثر فيه أجتماعياً وحضارياً وأقتصادياً وساهمت هذه الشركة بالرقي بالمجتمع السعودي قبل أن تتراجع وتنكمش وتتقوقع على نفسها ربما نتيجة لضغوط المجتمع الذي تغير من حولها وعاد القهقرى .
          الولادة حصلت والدور اليوم على المحافظة على المولود الذي كبر ..
          تقديري ..

          التعليق


          • #6
            الحمد لله الذي انعم علينا بنعمه وفضلة

            التعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة سالم مشاهدة مشاركة
              الحمد لله الذي انعم علينا بنعمه وفضلة
              الحمد لله ..
              شاكر مرورك وتعليقك ..

              التعليق


              • #8
                مشاركة مميزة

                التعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة علي الجريبي مشاهدة مشاركة
                  مشاركة مميزة
                  الله يعافيك ..

                  التعليق


                  • #10
                    شكراً اخي الهامس جهرا معلومات عن خط التبلين عظيمه

                    يعطيك العافية

                    التعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة شامخة مشاهدة مشاركة
                      شكراً اخي الهامس جهرا معلومات عن خط التبلين عظيمه



                      يعطيك العافية
                      الله يعافيك ..
                      شكرا لك ..

                      التعليق


                      • #12
                        الســــــــــــــلام عليكم
                        أشكرك بعنف استاذي الكريم الهامس جهراً والشـــــــــــــكر موصووولاً لأبووشلااااخ البرماائي فقد سلًًطتما الضووء:36_13_13[1]: على هذا المووضوع الذي لم يكن يعرفه الكثير من النااس ومنهم حضرة جناابي طبعاً:7_6_8[1]:
                        تقبل خالص شكري وتقديري
                        ربااه كفارتي من كلل معصية
                        إني أتيت وملء النفس إيمان

                        التعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة جبر خاطر مشاهدة مشاركة
                          الســــــــــــــلام عليكم

                          أشكرك بعنف استاذي الكريم الهامس جهراً والشـــــــــــــكر موصووولاً لأبووشلااااخ البرماائي فقد سلًًطتما الضووء:36_13_13[1]: على هذا المووضوع الذي لم يكن يعرفه الكثير من النااس ومنهم حضرة جناابي طبعاً:7_6_8[1]:

                          تقبل خالص شكري وتقديري
                          وعليكم السلام

                          العفو .. بدون عنف :36_1_30[1]:

                          تقديري ..:emot117:

                          التعليق


                          • #14
                            • حقيقه اتحفتنا بالمعلومات التي كان معظمها غائبا عني فشكرا ايها الهامس جهرا:36_13_13[1]:

                            دمتم بود

                            التعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة العبكي مشاهدة مشاركة
                              • حقيقه اتحفتنا بالمعلومات التي كان معظمها غائبا عني فشكرا ايها الهامس جهرا:36_13_13[1]:

                              دمتم بود
                              العفو .. عزيزي

                              شكرا لك ..:36_13_16[1]:

                              التعليق

                              KJA_adsense_ad6

                              Collapse
                              جاري التنفيذ...
                              X