alardha blog bannar

Collapse

إعلان

Collapse
لا يوجد إعلانات حتى الآن.

KJA_adsense_ad5

Collapse

المقامة العيديّة

Collapse
X
 
  • فرز
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts

  • المقامة العيديّة

    المقامة العيدية
    جبران بن سلمان سحّاري
    (مؤسسُ مدرسةِ الميزان للنقد الأدبي) .

    حدثنا عمرو بنُ هشام الحميريُّ قال: تجاذبتني مطامحُ الجوى، ودوافعُ النوى، إلى حيِّ (اليمامة)؛ بحثاً عن (ثمامة)، فلما مثلتُ هناك، لم أجد لديهم من فكاك، حتى انقضى رمضان، ورُئِيَ هلالُ شوال وصدر به البيان، وسمعتُ دويَّ التكبير في المساجد، وضجّتِ الأسواقُ بين ذاهبٍ وعائد، وبعضُهم نسِيَ صلاة الوتر، بعدِ طولِ القيامِ والذكر، فلما أصبح الصبحُ وسعيتُ إلى صلاةِ (العيد)، وليت شعري من السعيد؟، أقبلَ الخطيبُ وصلّى، ثم وقف أمامنا وتجلّى، (ثم دنا فتدلى)، وكان مما أصدر وأورد، أن كبّر وردّد، ثم صلّى على النبيِّ محمد فقال: " وأشهدُ أن محمداً عبدُ الله ورسوله الشافعُ المشفّعُ في المحشر، نبيٌّ ما طلعتِ الشمسُ على أجملَ منه وجهاً ولا أنور، نبيٌّ غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومع ذلك قام على قدمه الشريفِ حتى تفطّر، وجاهدَ في الله حق جهاده فما توانى ولا تأخر، نبيٌّ أُعطيَ سيادةَ بني آدمَ الأسود والأحمر، نبيٌّ رجفت من هيبتِه قلوبُ الجبابرة؛ حتى أمِرَ أمرُه وإنه ليخافه ملكُ بني الأصفر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين أذهب الله عنهم الرجسَ وطهّر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، أيها الناس: لقد أظلكم يومُ الجوائز، فيرجعٌ كلٌّ منكم بما قُسِمَ له فائز" قال عمرو بنُ هشام: فانبرى شخصٌ من العوام، وقال: أين جائزتي أيها الإمام؟ فمضى في حديثِه قائلاً: " المحسنون يجدون في صحائفِهم العزَّة والكرامة، والمذنبون يجدون فيها الخيبةَ والندامة، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد" فقال هذا الرجل: احذر أن تكونَ أسقطتَ جائزتي عن عمد، فقام أحدُ الحاضرين وقال: أنصت أما فيك وجَل؟ قال: أجل، متى حفلُ الجوائزِ على عجل؟ فرمقه الناسُ بأبصارهم يُسكتونه، فتلا: (إنما إثمه على الذين يبدلونه) ومضى الإمامُ في خطبتِه قائلاً: " عبادَ الله: هذا العيدُ يقترنُ بعبادةِ الله ذي العزةِ والجلال، لا كما يظن بعضُ الجُهّال، أنه يومُ اللهو واللعبِ والزيغِ والضلال، هذا يومُ التكبير لرب العالمين، وزيارةِ الأقاربِ والأرحام وإطعام المساكين، هذا يومُ التهاني بتمامِ العبادةِ في شهر رمضان، والتواصي بالاستمرارِ على المسارعةِ في الخيراتِ والإحسان، كما لا يخفى على إنسان، الله أكبرُ كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً" ثم أنشد:




    أتى العيدُ المعبّقُ بالسرورِ

    وبالتكبيرِ من كلِّ العبادِ






    به التوحيدُ يصدحُ كلَّ وقتٍ
    وذكرُ الله ما نادى المنادي






    طيورُ الليلِ بالتسبيحِ نادت
    فهذا الصوتُ عند الصمتِ حادي







    وربُّ العرشِ أكبرُ كلِّ شيءٍ
    على المولى اتكالي واعتمادي







    تجلّى دينُنا في يومِ عيدٍ
    وأضحى عالياً فوق الفسادِ







    لنا الإسلامُ دينُ الحق دوماً
    تجلّى شامخاً في كلِّ نادي





    قال عمرو بنُ هشام: ثم ختمَ خطبته بوصايا جامعة، لا تكادُ توجدُ في جامعة، بيّن فيها شرائعَ الإسلام، والحِكَمَ والأحكام، واستوعبَ الأوامرَ والنواهي، فقلتُ وما هي؟ فقال: منها قوله: " أيها الناس: اتقوا اللهَ تعالى وراقبوه في جميعِ تحركاتِكم، واحفظوا أوقاتكم، وأقيموا صلاتكم، وأدوا زكاتكم؛ فقد أعطاكم الكثيرَ وأرضى، وطلبَ منكم اليسيرَ قرضا، وصوموا شهرَ رمضانَ وحجوا البيتَ الحرام؛ فإنهما من أركان الإسلام، وعليكم ببر الوالدين وصلةِ الأرحام، والإحسان إلى الفقراءِ والأيتام، والصبرِ عند فجائعِ الليالي والأيام، وأوفوا المكيالَ والميزان؛ فإن بخسهما يوجبُ غـضبَ الرحمن، وجورَ السلطان، واحذروا الشركَ بالله فإنه أكبرُ الآثام، وإن صاحبه على الجنةِ حرام، وإياكم وقتلَ النفسِ فإنه من عظائمِ الإجرام، وإياكم والزنى فإنه من الفواحشِ العِظام، وإياكم والغيبةَ والنميمة والإفكَ وقولَ الزور، فإن الله حرّم جميعَ ذلك في كتابهِ المسطور، وإياكم والكذبَ فإنه من شعبِ النفاق، وإياكم والخيانةَ فيما أُخِذَ عليكم من الميثاق، ومروا بالمعروفِ وانهوا عن المنكرِ على الدوام، فما قامَ دينٌ إلا بذلك ولا استقام، ووفروا اليمينَ في الخصومات، واحذروا جميعَ المنكرات، وإذا تداينتم فليحسنِ المطلوبُ القضا، والطالبُ الاقتضا، واعلموا أن عدوَّكم إبليس لما كان في رمضانَ خائبَ الآمالِ مأسورا، يريدُ أن يأخذَ منكم ثأره بجعلِ الأعمالِ هباءً منثورا، فادحضوه بكرمِ المولى خائباً مكسورا، أما علِمَ اللعينُ أن فضلَ الله لم يزلْ مدى الأزمانِ منشورا، وحزبَه على كل الحالاتِ منصورا، وتذكروا بهذا الاجتماع، ما أمامكم من الأهوال والأفزاع، واحذروا الكبرَ والخيلاءَ والإسبالَ في الثياب، والفضائحَ يومَ الحساب، والقبائحَ المحرمة بنص السنةِ والكتاب، وتذكروا من كان معكم من الإخوانِ والأخوات، كيف اخترمهم هادمُ اللذات، وفرقهم مفرقُ الجماعات، فأصبحوا مرتهنين في تلك الحفرِ المظلمات، لا يستطيعون نقصاً من السيّئات، ولا زيادةً في الحسنات، فحذارِ حذارِ؛ فإنكم إلى اللهِ صائرون، وعلى ما قدمتم من الأعمالِ قادمون، وعلى ما فرطتم في زمنِ الإمهالِ نادمون، فإنا للهِ وإنا إليه راجعون، أعاد الله عليّ وعليكم من بركةِ هذا العيد، وأمّنني وإياكم من سطوةِ يومِ الوعيد، ألا فاتقوا الله عباد الله، واسمعـوا وعـوا، ولا تـتنازعـوا، فيحصلُ الفشلُ وتذهبُ الريح، فمستراحٌ منه ومستريح، يا ابن آدم: يا من نشرَ بيدِ التفريطِ أثوابَ التخليطِ وما طواها، يا من أطلقَ عِنانَ نفسِهِ في متابعةِ هواها، إن ذكرهُ المذكّرُ بآيةٍ تلاها، فعـنها تلاهى، ولو كررها وثناها، عن فعـلِه ما تناهى، فآهاً من حسرةِ التفريطِ آها، وواهاً على المفرطِ واها، (وسارعـوا إلى مغـفرةٍ من ربكم وجنةٍ عرضُها السماواتُ والأرض أعِـدّت للمتقين) بارك الله لي ولكم في القرآن العـظيم " . ثم اختفى ذاك الخطيب، وفقدنا نفحَ الطيب، فقلتُ: واللهِ إن حديثه يخلبُ الألباب، ويسحرُ الكُتـّاب، وتسكرُ منه الأسماع، ويخضعُ له أدباءُ الأصقاع، فمن هذا يا حميري؟ فقال: لما اقتربتُ منه وجدته بالصوفِ تلبّس، فانثنى عني واقعنسس، فقلت: عرفتك يا قنبسَ بنَ أبي العنبس، فسلّم عليّ وانصرف، فلحقته قائلاً له: مثلك من عرف، واتبع السلف، ثم افترقنا .


    http://www.faifaonline.net/faifa/art...ow-id-2498.htm

    http://www.l12l.com/?LINK=Article&id=111


  • #2
    كل عام والمدرسة ومؤسسها بخير
    الله يعطيك العاااااافيه
    أبسط الأشيااااااء أجملها

    التعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة زهرة اللوتس مشاهدة مشاركة
      كل عام والمدرسة ومؤسسها بخير
      الله يعطيك العاااااافيه

      مرحبا زهرة اللوتس
      ونتمنى لك التوفيق
      وعيدك سعيد ومبارك

      التعليق

      KJA_adsense_ad6

      Collapse
      جاري التنفيذ...
      X