alardha blog bannar

Collapse

إعلان

Collapse
لا يوجد إعلانات حتى الآن.

KJA_adsense_ad5

Collapse

متى نعود إلى دين الله ؟

Collapse
X
 
  • فرز
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts

  • متى نعود إلى دين الله ؟

    متى نعود إلى دين الله ؟

    ( درء المفاسد وسد الذرائع )



    هذه الشماعة التي علقنا عليها جميع فتاوي التحريم خلال الخمسين سنة الفائتة



    تخالف قوله عز وجل



    ( اليوم أكملت لكم دينكم )



    لأني رأيت من فتاوي سد الذرائع ودرء المفاسد أحكاما قالوا عنها حراما حرمة لا رجعة فيه .. ثم أصبحت بين يوم وليلة حلالا زلالا



    بل إن المُحرمّـين بالأمس أنفسهم هم من يتسابق للتحليل اليــوم



    مثلاً :


    التلفزيون والقنوات الفضائية


    كانت إلى وقت قريب من أشد المحرمات – الآن تنتشر القنوات الإسلامية بدعم وتشجيع من العلماء – ولا ننسى قنوات المشائخ ( ممن حرم التلفزيون سابقا ) فهم يتسابقون في الظهور إعلاميا بسبب وبدون سبب



    الجوال :


    كان محرما – بل ويصف بعض الدعاة من يرضى لمحارمه أن يحملن جوال بأنه ديوث لا غيرة لديه


    الآن .. تتسابق بعض الداعيات لوضع جوال خاص بها وتنشره على الملأ


    الهاتف والبرقية :


    كان له نفس الحكم بداية ظهوره


    الإنترنت :


    كان أيضا من أشد المحرمات إلى وقت قريب .. الآن يتسابق المشائخ والدعاة لدفع مبالغ طائلة كي يضعوا لهم بصمة في عالم الإنترنت .. مع أن شر الإنترنت ومفسدته تفوق فائدته



    تعليم البنات :


    كان محرما – بل إن بعض المتشددين كانوا يقفون على الطريق لرمي سيارات ولاة أمور الطالبات بالحجارة وكأنهم زناة – والعياذ بالله



    ثم أصبح المشائخ والدعاة أنفسهم يتسابقون لتعليم بناتهم وتوظيفهن


    اليوم هم يقفون ضد توظيفها في باقي المجالات – وسيتسابقون للبحث عن واسطة قريبا لتوظيف بناتهم فيها متى فـُتح الباب - لا شك لدي


    قيادة المرأة للسيارة :


    حتى الآن هي من المحرمات – بل والأشد حرمة – ولا أستبعد أن يحدث كما حدث سابقا وأن يتسابق المشائخ والدعاة لشراء أفخم أنواع السيارات لبناتهن ( تحصلها كاشخة بهمر اخر موديل ) وعلى ظهر السيارة ملصقة مكتوب فيها ( هذا من فضل ربي )


    والغريبة أن التحريم لا يستند إلى نص شرعي .. بل هي إجتهادات بشرية قابلة للرفض أو القبول



    وجميعنا يعلم خطر وجود سائق في المنزل أو خطر ركوب المرأة في سيارة أجرة – نحن نعلم بأن هذه هي الخلوة التي حرمها الله عز وجل ومع ذلك نطأطأ رؤوسنا وندسها تحت التراب كالنعام


    ونقدم القاعدة الفقهية المذكورة أعلاه على حكم الله عز وجل



    هذه هي المفسدة بعينها حينما تستقدم رجلا لا تعلم خلفيته الإجرامية أو بيئته كي يحرس نسائك ويعيش في بيتك


    عمل الرجال في محلات بيع الملابس النسائية


    للأسف .. نحن الشعب الوحيد في هذا العالم الذي يجبر المرأة على شراء ملابسها الداخلية من رجل غريب -



    أين الكرامة والشهامة والأخلاق - أين الدين والخوف من الله ؟


    لماذا تقف هذه القاعدة الفقهية عاجزة عن تعامل الرجل والمرأة .. بل وتحرم المرأة من مصدر رزق شريف يغنيها عن الحاجة والسؤال



    ويجعلها ضعيفة مكسورة قابلة للإستغلال ؟


    أخيرا : يقول ابن عباس رضي الله عنه



    ( أقول لكم يقول الله ويقول الرسول وتقولون يقول أبا بكر ويقول عمر )



    إذا كان ابن عباس رضي الله عنه يرفض قول خليفتي رسول الله .. فكيف نقبل نحن قول رجل حاله لا يزيد عن حالنا ؟



    إذا إفترضنا أن الله عز وجل حرّم بضع مئات من الأحكام


    فهناك الآن من وضع تحريما لبضعة ألوف منها ..



    مستندا إلى قول عالم مات قبل مئات السنين أو عالم لم يمت



    والزيادة في الدين كالنقص فيه .. لا فــرق بينهما



    أعود للسؤال الأول


    متى نعود إلى دين الله



    الحقيقي



    بــلا زيادة ولا نقصــان


    ( لا إفـــراط .. ولا تـفــريــط )



    منقول
    http://www.abotalal.net/2010/07/blog-post_07.html

  • #2
    قاعدة (سد الذرائع ودرء المفاسد) من دين الله عز وجل وورد بها كتاب الله العظيم في قوله تعالى: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأنعام: 108 ] .
    فنهى الله تبارك وتعالى عن سب أصنام المشركين لكي لا يسبوا الله عز وجل وهذا من سد الذرائع، وهي قاعدة شرعية من أسس الدين ودعائمه، وقد نهى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن قتل رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول لكي لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه والأدلة على ذلك كثيرة أوصلها ابن القيم في كتابه (إعلام الموقعين عن رب العالمين) إلى خمسين دليلاً .
    ولكن هذه القاعدة يا أستاذ ناجع لم تعجب العلمانيين والليبراليين لأنهم كلما فتحوا باباً للمعصية سده أهل العلم بهذه القاعدة .
    وشكراً لك على تنبيهك وطرح هذا السؤال المهم ليستفيد الناس .
    وحبذا لو نقلتَ لهم هذا الكلام ولعلهم إن شاء الله يعودون لرشدهم .
    والحمد لله رب العالمين .

    التعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة جبران سحاري مشاهدة مشاركة
      وحبذا لو نقلتَ لهم هذا الكلام ولعلهم إن شاء الله يعودون لرشدهم .
      .
      أبشرك يسلمون عليك ويحترموك ويقدروك وكأنهم يعرفونك ، سبحان الله

      التعليق


      • #4
        أخي ناجع الودعاني :
        كنت قد لاحظت خفوت صوتك فقلت لعل الرجل اهتزت ثقته في منهجه
        أو عرف حقائق لم نعرفها أو بدأ الشك يخالجه في الفائدة المعدومة لأفكاره ..
        ورجوعك اليوم بهذا الموضوع أعتبره رجوعا جميلا ..
        ليس لأني أرى صحة الرجوع نفسه ولكن لأني أرى صحة نوعية الرجوع
        وذلك عندما اخترت موضوعا أشكل عليك وليس موضوعا واضحا وضوح الشمس خطؤه
        وهو كما أشكل عليك وأنت المثقف ( وهذه والله حقيقة ) أشكل كثيرا على
        العامة بل أن بعضهم قد احتج به كثيرا ظنا منه أنه الغالب وهو المغلوب .
        ياشيخي ناجع :
        سؤال واحد فقط :
        هل يمكن أن تصلي اليوم عند غروب الشمس لغير الله ؟
        أنا متأكد يقينا أنك سوف تجيب بـ ( لا ) قطعا .
        حسنا : هل تتوقع أنك إن صليت اليوم لله وحده عند غروب الشمس أو شروقها ستصلي
        بعد عشر أو عشرين سنة في ذات الوقت لغير الله ؟
        قطعا ستكون إجابتك ( لا ).
        إذا : لما حرم رسولنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم الصلاة عند شروق الشمس وغروبها ؟
        الجواب : ياشيخي ناجع ســــــــــــــــــــــــــــدا للذريعة , حتى لا يأتي يوم جيل يصلي عند
        غروب الشمس ولكن للشمس ذاتها وليس لله .
        سؤال أخر أكثر أهمية : هل معنى سد الذريعة في هذا الحكم أن الناس جميعهم قد يعبدون الشمس
        في يوم من الأيام ؟
        لا أخي أبو سالم : لم ينه الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في هذا الوقت خوفا من عبادة
        الناس جميعهم للشمس , ولكن لأنه قد يظهر أربعة أو ثلاثة أو حتى اثنان أو واحد يعبد الشمس
        فأنا وأنت وجبران وعاصم والعارضيون والجازانيون والسعوديون ووووو عقيدتنا قوية ولا نزكي أنفسنا لكن ذاك الذي في شبه القارة الهندية أو في المغرب العربي أو أو أو قد تزل به القدم ويقع
        في مزلق الشرك والعياذ بالله .
        إذا سد الذريعة ليس خوفا أن تقع أمه بأكملها في الخطأ ولكن خوفا من وقوع أفراد أو حتى فرد في هذا الخطأ وإن وقع فيه فرد تبعه اخر ثم ثالث ثم ألف . لذلك وضعت هذه القاعدة حماية
        للفرد قبل المجتمع . وهنا يظهر كمال الدين في كينونة قيامه على قواعد راسيات لاتقبل الشك أو القسمة فظهر الاسلام كأعظم دين في تاريخ البشرية لأنه يبني الثقة به في نفوس أتباعه لخلوه
        من أي مظهر للشك أو الريبة أو الحيرة أو التردد .. وهذا للأسف قد يفوت على كثير من أتباع

        هذه الملة العظيمة .
        السؤال الأكثر الأهمية :
        ماذا لو كان تحريم الصلاة عند الشروق والغروب لم يصدر من محمد صلى الله عليه وسلم
        وأفتى به العلماء من باب سد الذريعة ؟( وهو الأساس الذي حرم على أساسه صلى الله عليه وسلم هذا ) بالله عليك كيف ستكون ردة فعلنا ؟

        ألن نقول أن هذا فيه استخفاف بعقولنا وتشكيك لنا في قدرتنا على الثبات على عقيدتنا , ألن نقول أن
        هذا تضييق علينا وتحجير للواسع وووووووو .

        لماذا لاندرس فتاوى علمائنا بطريقة استنتاج الاحكام من كلام حبيبنا وقدوتنا .
        الان : سوف آتي لموضوع التلفاز والجوال والانترنت ووووووووووو .
        والله هذا الكلام عن المشائخ والعلماء مضحك مبكي .
        لأنه إنما يعبر عن نقص في تكوين الفكرة لدى الكاتب الأصلي للموضوع .
        واقتناع بهذا النقص لدى ناقل الموضوع .
        واصدار الأحكام المبني على فكرة ناقصة باطل عقلا ونقلا ويعبر عن جهل الحاكم .
        لأن هناك قاعدة شرعية فقهية ثابتة وقوية تقول :
        (( الحكم على الشيء فرع من تصوره ))
        وأي حكم مبني على تصور ناقص فهو ناقص مردود .
        لذلك أخي ناجع :
        يجب التفريق بارك الله فيك على الفتوى المبنية على ناتج ثابت والفتوى المبنية على ناتج متغير .
        لماذا حرمت المخدرات : لأن نتائجها ضارة وهل يمكن ان تصبح نتائج المخدرات يوما نافعة,
        بالتأكيد لا . إذا هذه الفتوى لاتتغير لانها مبنية على نتائج ثابتة .
        هل سمعت يوما من أحد مشائخنا وعلمائنا تغيير لحكم المخدرات .. لا ورب الكعبة .
        حسنا : هل مايبث في قنوات التلفاز قبل خمسة عشر سنة هو ما يبث اليوم ؟
        لا والله . اليوم اصبحنا نسمع القران اناء الليل وأطراف النهار ونشاهد الدروس
        والمحاضرات ونستفتي في أمور ديننا عن طريق التلفاز .. بعد أن كان وسيلة
        لبث الأفلام والمسلسلات والأغاني والقنوات الفاجرة الماجنة الخليعة .
        إذا اختلف الناتج فاختلفت الفتوى ..

        ثم أن الفتوى لم تختلف جذريا ولكن تجددت بما ينفع الناس لأن في ديننا
        فسحة وفرصة للتغيير والتجديد فأصبحت الفتوى بالشكل التالي :

        اقتناء القنوات الفضائية لمتابعة ماينفع ولايضر جائز واقتنائها لمشاهدة المجون
        والخلاعة محرم . بينما في السابق عندما لم يوجد قنوات نافعة ولاتوجد سوى قنوات
        الفسق والخلاعة كان الفتوى بالتحريم وعندما ظهرت قدرة المسلمين على استخدام
        هذه القنوات في نشر العلم والفضيلة لم يتعنت علماؤنا لأن المسألة تتعلق بالوسيلة
        وليس التحريم في ذات الالة وهذه مسألة يجب أن يفهمها القاصي والداني ..
        فلو قدر أن السيارات تحول استخدامها في هذا الزمن مثلا إلى الحاق الضرر بالاخرين
        دون فائدة للبشرية لأفتى العلماء بتحريمها على الفور لأن المسألة تتعلق بالناتج والوسيلة
        وليس لذات الأداة ياأبا سالم .
        وعلى هذا فقس . تحريم الجوال ذي الكاميرا وقيادة المرأة للسيارة ..
        وأتحداك أن تحضر لي شيخا قال أناأحرم قيادة المرأة للسيارة لذات القيادة
        وإنما للنتيجة والمردود وهو ما تقصر عنه نظرتنا مع الأسف الشديد ..
        أما ظهور العلماء والمشائخ على التلفاز وفي صفحات النت فلأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
        كان يدعو إلى الاسلام في السوق وحوله حانات الخمر والنساء الكاشفات وعلى هذا فقس .
        وهذا إن دل على شيء فيدل على حرصهم على نشر الدين والدعوة إلى الله واستخدام
        كل ما يمكن استخدامه وبذل الغالي والنفيس في سبيل نشر هذا الدين العظيم .

        وعموما الأيام بيننا ووالله إن لم يسمع الناس كلام علمائهم ليقعوا في مزالق
        خطيرة والله المستعان .
        عودتك موفقه أخي ناجع لأنها حملت موضوعا كما أسلفت قد وقف كثير من الناس
        عنده موقف المستغرب المتحير ..
        ولو أنه بقي لدي الكثير لكني أعرف أنني قد أطلت بما فيه الكفاية ..
        رحمني الله وإياك وكل الأخوة في هذا المنتدى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

        التعليق


        • #5
          جزاك الله خيراً وافراً أستاذ سليل المجد (جابر الحريصي) على هذا البيان الشافي والحوار التام العلمي المحرر الذي يصلح أن يصنف في (كتيب) أو (مطويّة) ويوزع مجاناً على الناس ومن يطلب الانتفاع .
          والظن بالأخ ناجع أن يوليه اهتماماً .

          التعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة سليل المجد مشاهدة مشاركة
            ياشيخي ناجع :
            سؤال واحد فقط :
            هل يمكن أن تصلي اليوم عند غروب الشمس لغير الله ؟
            أنا متأكد يقينا أنك سوف تجيب بـ ( لا ) قطعا .
            حسنا : هل تتوقع أنك إن صليت اليوم لله وحده عند غروب الشمس أو شروقها ستصلي
            بعد عشر أو عشرين سنة في ذات الوقت لغير الله ؟
            قطعا ستكون إجابتك ( لا ).
            إذا : لما حرم رسولنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم الصلاة عند شروق الشمس وغروبها ؟
            الجواب : ياشيخي ناجع ســــــــــــــــــــــــــــدا للذريعة , حتى لا يأتي يوم جيل يصلي عند
            غروب الشمس ولكن للشمس ذاتها وليس لله .
            سؤال أخر أكثر أهمية : هل معنى سد الذريعة في هذا الحكم أن الناس جميعهم قد يعبدون الشمس
            في يوم من الأيام ؟
            لا أخي أبو سالم : لم ينه الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في هذا الوقت خوفا من عبادة
            الناس جميعهم للشمس , ولكن لأنه قد يظهر أربعة أو ثلاثة أو حتى اثنان أو واحد يعبد الشمس
            فأنا وأنت وجبران وعاصم والعارضيون والجازانيون والسعوديون ووووو عقيدتنا قوية ولا نزكي أنفسنا لكن ذاك الذي في شبه القارة الهندية أو في المغرب العربي أو أو أو قد تزل به القدم ويقع
            في مزلق الشرك والعياذ بالله .
            إذا سد الذريعة ليس خوفا أن تقع أمه بأكملها في الخطأ ولكن خوفا من وقوع أفراد أو حتى فرد في هذا الخطأ وإن وقع فيه فرد تبعه اخر ثم ثالث ثم ألف . لذلك وضعت هذه القاعدة حماية
            للفرد قبل المجتمع . وهنا يظهر كمال الدين في كينونة قيامه على قواعد راسيات لاتقبل الشك أو القسمة فظهر الاسلام كأعظم دين في تاريخ البشرية لأنه يبني الثقة به في نفوس أتباعه لخلوه
            من أي مظهر للشك أو الريبة أو الحيرة أو التردد .. وهذا للأسف قد يفوت على كثير من أتباع
            هذه الملة العظيمة .
            السؤال الأكثر الأهمية :
            ماذا لو كان تحريم الصلاة عند الشروق والغروب لم يصدر من محمد صلى الله عليه وسلم
            وأفتى به العلماء من باب سد الذريعة ؟( وهو الأساس الذي حرم على أساسه صلى الله عليه وسلم هذا ) بالله عليك كيف ستكون ردة فعلنا ؟
            ألن نقول أن هذا فيه استخفاف بعقولنا وتشكيك لنا في قدرتنا على الثبات على عقيدتنا , ألن نقول أن
            هذا تضييق علينا وتحجير للواسع وووووووو .
            لماذا لاندرس فتاوى علمائنا بطريقة استنتاج الاحكام من كلام حبيبنا وقدوتنا .
            الان : سوف آتي لموضوع التلفاز والجوال والانترنت ووووووووووو .
            والله هذا الكلام عن المشائخ والعلماء مضحك مبكي .
            لأنه إنما يعبر عن نقص في تكوين الفكرة لدى الكاتب الأصلي للموضوع .
            واقتناع بهذا النقص لدى ناقل الموضوع .
            واصدار الأحكام المبني على فكرة ناقصة باطل عقلا ونقلا ويعبر عن جهل الحاكم .
            لأن هناك قاعدة شرعية فقهية ثابتة وقوية تقول :
            (( الحكم على الشيء فرع من تصوره ))
            وأي حكم مبني على تصور ناقص فهو ناقص مردود .
            لذلك أخي ناجع :
            يجب التفريق بارك الله فيك على الفتوى المبنية على ناتج ثابت والفتوى المبنية على ناتج متغير .
            لماذا حرمت المخدرات : لأن نتائجها ضارة وهل يمكن ان تصبح نتائج المخدرات يوما نافعة,
            بالتأكيد لا . إذا هذه الفتوى لاتتغير لانها مبنية على نتائج ثابتة .
            هل سمعت يوما من أحد مشائخنا وعلمائنا تغيير لحكم المخدرات .. لا ورب الكعبة .
            حسنا : هل مايبث في قنوات التلفاز قبل خمسة عشر سنة هو ما يبث اليوم ؟
            لا والله . اليوم اصبحنا نسمع القران اناء الليل وأطراف النهار ونشاهد الدروس
            والمحاضرات ونستفتي في أمور ديننا عن طريق التلفاز .. بعد أن كان وسيلة
            لبث الأفلام والمسلسلات والأغاني والقنوات الفاجرة الماجنة الخليعة .
            إذا اختلف الناتج فاختلفت الفتوى ..
            ثم أن الفتوى لم تختلف جذريا ولكن تجددت بما ينفع الناس لأن في ديننا
            فسحة وفرصة للتغيير والتجديد فأصبحت الفتوى بالشكل التالي :
            اقتناء القنوات الفضائية لمتابعة ماينفع ولايضر جائز واقتنائها لمشاهدة المجون
            والخلاعة محرم . بينما في السابق عندما لم يوجد قنوات نافعة ولاتوجد سوى قنوات
            الفسق والخلاعة كان الفتوى بالتحريم وعندما ظهرت قدرة المسلمين على استخدام
            هذه القنوات في نشر العلم والفضيلة لم يتعنت علماؤنا لأن المسألة تتعلق بالوسيلة
            وليس التحريم في ذات الالة وهذه مسألة يجب أن يفهمها القاصي والداني ..
            فلو قدر أن السيارات تحول استخدامها في هذا الزمن مثلا إلى الحاق الضرر بالاخرين
            دون فائدة للبشرية لأفتى العلماء بتحريمها على الفور لأن المسألة تتعلق بالناتج والوسيلة
            وليس لذات الأداة ياأبا سالم .
            وعلى هذا فقس . تحريم الجوال ذي الكاميرا وقيادة المرأة للسيارة ..
            وأتحداك أن تحضر لي شيخا قال أناأحرم قيادة المرأة للسيارة لذات القيادة
            وإنما للنتيجة والمردود وهو ما تقصر عنه نظرتنا مع الأسف الشديد ..
            أما ظهور العلماء والمشائخ على التلفاز وفي صفحات النت فلأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
            كان يدعو إلى الاسلام في السوق وحوله حانات الخمر والنساء الكاشفات وعلى هذا فقس .
            وهذا إن دل على شيء فيدل على حرصهم على نشر الدين والدعوة إلى الله واستخدام
            كل ما يمكن استخدامه وبذل الغالي والنفيس في سبيل نشر هذا الدين العظيم .


            رحمني الله وإياك وكل الأخوة في هذا المنتدى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

            رد مفعم بالعقلانية والمنطق والإقناع
            يدل -ماشاء الله تبارك الله -على علم واطلاع واسع

            فجزاك الله خيراً وزادك علماً:emot132:

            التعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة جبران سحاري مشاهدة مشاركة
              جزاك الله خيراً وافراً أستاذ سليل المجد (جابر الحريصي) على هذا البيان الشافي والحوار التام العلمي المحرر الذي يصلح أن يصنف في (كتيب) أو (مطويّة) ويوزع مجاناً على الناس ومن يطلب الانتفاع .
              والظن بالأخ ناجع أن يوليه اهتماماً .


              قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ )

              التعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ناجع الودعاني مشاهدة مشاركة
                قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ )
                صدق الله تعالى .
                ولم أسخر منك، وإنما أحسنت الظن فيك .
                وظني فيك دائماً: أنك تولي الرد العلمي اهتماماً .

                التعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة سليل المجد مشاهدة مشاركة
                  سؤال واحد فقط :
                  هل يمكن أن تصلي اليوم عند غروب الشمس لغير الله ؟
                  أنا متأكد يقينا أنك سوف تجيب بـ ( لا ) قطعا .
                  حسنا : هل تتوقع أنك إن صليت اليوم لله وحده عند غروب الشمس أو شروقها ستصلي
                  بعد عشر أو عشرين سنة في ذات الوقت لغير الله ؟
                  قطعا ستكون إجابتك ( لا ).
                  إذا : لما حرم رسولنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم الصلاة عند شروق الشمس وغروبها ؟
                  الجواب : ياشيخي ناجع ســــــــــــــــــــــــــــدا للذريعة , حتى لا يأتي يوم جيل يصلي عند
                  غروب الشمس ولكن للشمس ذاتها وليس لله .
                  سؤال أخر أكثر أهمية : هل معنى سد الذريعة في هذا الحكم أن الناس جميعهم قد يعبدون الشمس
                  في يوم من الأيام ؟
                  لا أخي أبو سالم : لم ينه الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في هذا الوقت خوفا من عبادة
                  الناس جميعهم للشمس , ولكن لأنه قد يظهر أربعة أو ثلاثة أو حتى اثنان أو واحد يعبد الشمس
                  فأنا وأنت وجبران وعاصم والعارضيون والجازانيون والسعوديون ووووو عقيدتنا قوية ولا نزكي أنفسنا لكن ذاك الذي في شبه القارة الهندية أو في المغرب العربي أو أو أو قد تزل به القدم ويقع
                  في مزلق الشرك والعياذ بالله .
                  إذا سد الذريعة ليس خوفا أن تقع أمه بأكملها في الخطأ ولكن خوفا من وقوع أفراد أو حتى فرد في هذا الخطأ وإن وقع فيه فرد تبعه اخر ثم ثالث ثم ألف . لذلك وضعت هذه القاعدة حماية
                  للفرد قبل المجتمع . وهنا يظهر كمال الدين في كينونة قيامه على قواعد راسيات لاتقبل الشك أو القسمة فظهر الاسلام كأعظم دين في تاريخ البشرية لأنه يبني الثقة به في نفوس أتباعه لخلوه
                  من أي مظهر للشك أو الريبة أو الحيرة أو التردد .. وهذا للأسف قد يفوت على كثير من أتباع
                  هذه الملة العظيمة .
                  السؤال الأكثر الأهمية :
                  ماذا لو كان تحريم الصلاة عند الشروق والغروب لم يصدر من محمد صلى الله عليه وسلم
                  وأفتى به العلماء من باب سد الذريعة ؟( وهو الأساس الذي حرم على أساسه صلى الله عليه وسلم هذا ) بالله عليك كيف ستكون ردة فعلنا ؟
                  ألن نقول أن هذا فيه استخفاف بعقولنا وتشكيك لنا في قدرتنا على الثبات على عقيدتنا , ألن نقول أن
                  هذا تضييق علينا وتحجير للواسع وووووووو .
                  لماذا لاندرس فتاوى علمائنا بطريقة استنتاج الاحكام من كلام حبيبنا وقدوتنا .
                  الان : سوف آتي لموضوع التلفاز والجوال والانترنت ووووووووووو .
                  والله هذا الكلام عن المشائخ والعلماء مضحك مبكي .
                  لأنه إنما يعبر عن نقص في تكوين الفكرة لدى الكاتب الأصلي للموضوع .
                  واقتناع بهذا النقص لدى ناقل الموضوع .
                  واصدار الأحكام المبني على فكرة ناقصة باطل عقلا ونقلا ويعبر عن جهل الحاكم .
                  لأن هناك قاعدة شرعية فقهية ثابتة وقوية تقول :
                  (( الحكم على الشيء فرع من تصوره ))
                  وأي حكم مبني على تصور ناقص فهو ناقص مردود .
                  لذلك أخي ناجع :
                  يجب التفريق بارك الله فيك على الفتوى المبنية على ناتج ثابت والفتوى المبنية على ناتج متغير .
                  لماذا حرمت المخدرات : لأن نتائجها ضارة وهل يمكن ان تصبح نتائج المخدرات يوما نافعة,
                  بالتأكيد لا . إذا هذه الفتوى لاتتغير لانها مبنية على نتائج ثابتة .
                  هل سمعت يوما من أحد مشائخنا وعلمائنا تغيير لحكم المخدرات .. لا ورب الكعبة .
                  حسنا : هل مايبث في قنوات التلفاز قبل خمسة عشر سنة هو ما يبث اليوم ؟
                  لا والله . اليوم اصبحنا نسمع القران اناء الليل وأطراف النهار ونشاهد الدروس
                  والمحاضرات ونستفتي في أمور ديننا عن طريق التلفاز .. بعد أن كان وسيلة
                  لبث الأفلام والمسلسلات والأغاني والقنوات الفاجرة الماجنة الخليعة .
                  إذا اختلف الناتج فاختلفت الفتوى ..
                  ثم أن الفتوى لم تختلف جذريا ولكن تجددت بما ينفع الناس لأن في ديننا
                  فسحة وفرصة للتغيير والتجديد فأصبحت الفتوى بالشكل التالي :
                  اقتناء القنوات الفضائية لمتابعة ماينفع ولايضر جائز واقتنائها لمشاهدة المجون
                  والخلاعة محرم . بينما في السابق عندما لم يوجد قنوات نافعة ولاتوجد سوى قنوات
                  الفسق والخلاعة كان الفتوى بالتحريم وعندما ظهرت قدرة المسلمين على استخدام
                  هذه القنوات في نشر العلم والفضيلة لم يتعنت علماؤنا لأن المسألة تتعلق بالوسيلة
                  وليس التحريم في ذات الالة وهذه مسألة يجب أن يفهمها القاصي والداني ..
                  فلو قدر أن السيارات تحول استخدامها في هذا الزمن مثلا إلى الحاق الضرر بالاخرين
                  دون فائدة للبشرية لأفتى العلماء بتحريمها على الفور لأن المسألة تتعلق بالناتج والوسيلة
                  وليس لذات الأداة ياأبا سالم .
                  وعلى هذا فقس . تحريم الجوال ذي الكاميرا وقيادة المرأة للسيارة ..
                  وأتحداك أن تحضر لي شيخا قال أناأحرم قيادة المرأة للسيارة لذات القيادة
                  وإنما للنتيجة والمردود وهو ما تقصر عنه نظرتنا مع الأسف الشديد ..
                  أما ظهور العلماء والمشائخ على التلفاز وفي صفحات النت فلأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
                  كان يدعو إلى الاسلام في السوق وحوله حانات الخمر والنساء الكاشفات وعلى هذا فقس .
                  وهذا إن دل على شيء فيدل على حرصهم على نشر الدين والدعوة إلى الله واستخدام
                  كل ما يمكن استخدامه وبذل الغالي والنفيس في سبيل نشر هذا الدين العظيم .

                  وعموما الأيام بيننا ووالله إن لم يسمع الناس كلام علمائهم ليقعوا في مزالق
                  خطيرة والله المستعان .
                  عودتك موفقه أخي ناجع لأنها حملت موضوعا كما أسلفت قد وقف كثير من الناس
                  عنده موقف المستغرب المتحير ..
                  ولو أنه بقي لدي الكثير لكني أعرف أنني قد أطلت بما فيه الكفاية ..

                  رحمني الله وإياك وكل الأخوة في هذا المنتدى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
                  بارك الله فيك يا سليل المجد و العلم و الحكمة و الدعوة إلى الله .
                  لقد سطرت هنا بيانًا شافيًا و علمًا وافيًا و برهانًا كافيًا .
                  إقناع تام و حجة بينة و إحقاق للحق .
                  بارك الله فيك و جزاك خيرًا .

                  التعليق


                  • #10
                    بارك الله في وقتك وجهدك قلت قولا بليغا

                    التعليق


                    • #11
                      سد الذرائع: دليل أم آلية تحريم؟


                      محمد بن علي المحمود


                      لم يكن تحريم المذياع في البداية إلا تماشياً مع هوس التحريم بوصفه أصلاً في الشأن المدني، حتى يثبت العكس. وتم التحريم بتفعيل هذه القاعدة (سد الذرائع). وكذلك تحريم التلفاز، وهو الحكم الذي لا يزال سارياً إلى اليوم بين الأوساط المتطرفة، باستثناء فضائياتهم الخاصة

                      جاء الإسلام كدين عام عالمي، يخاطب الإنسانية جمعاء، ويضع لها المحددات العامة التي تكفل لها الانطلاق والفاعلية في أي زمان ومكان. ولهذا كان واضحاً تمام الوضوح فيما يأمر به وينهى عنه. الجميع - من أبناء المجتمع المسلم - يعرف الواجبات القطعية والمحرمات النهائية. كما يعرف أن الضرورات الخاصة والعامة تبيح من كل ذلك بقدر الضرورة. وهذا الاستثناء هو ما كان شبه لازم في آيات التحريم التي تتعلق بالنهائيات.
                      ومع أن ممارسة الواجبات الدينية، تحتاج إلى معرفة بالتفاصيل التي تبين كيفية الأداء لها، لأنها توقيفية، إلا أن خطوطها العامة التي هي محل إجماع، تؤخذ كتقليد سلوكي، لا يحتاج فيه إلى الفقيه إلا فيما ندر. هذا في الواجبات. أما المحرمات - وأقصد المحرمات القطعية النهائية - فهي حالة امتناع. أي عمل سلبي، يعلمه - ويطيقه - الجميع، بدليل: «وما نهيتكم عنه فانتهوا».
                      تبقى الأخلاق العامة التي هي من بدهيات الشرائع كافة، وليس الإسلام فحسب. وهذا أكثر وضوحاً في الذهنية العامة مما سبق. فالصدق، والوفاء، والكرم، وإعانة الضعيف، ونصرة المظلوم، وتحريم الاعتداء، وبر الوالدين، والتعاون على البر.. إلخ. كل ذلك أخلاق عامة، لا بد من التأكيد عليها. لكنها لا تحتاج إلى فقيه ليمنحها الشرعية، لأن الجميع فيها فقهاء.
                      إذن، المسألة الدينية واضحة في خطوطها العامة - المتفق عليها - والتي هي مسائل دينية خالصة. كل ما سبق من واجبات ومحرمات وأخلاقيات، تجعل من مساحات المباح المدني مساحات واسعة، لا يمتلك الديني - وأقصد الفاعل الديني - عليها سلطة. أي أن المرجعية فيها مرجعية مدنية خالصة، بحيث يأتي الحكم الشرعي العام فيها، بعد أن يتخذ المدني قراره الأول. فالحكم - العام - وإن كان شرعياً إلا أنه مدني في مصدره.
                      هنا يقف الفاعل الديني حائراً، إذ ليس لديه الكثير مما يمكن أن يفعله في الواقع المتعين. ويزداد الأمر حرجاً وتعقيداً؛ عندما يكون هذا الفاعل - بالأصالة أو متلبساً - لديه هوس بالنفوذ الاجتماعي، وشهوة - غير مشروعة - لإحكام السيطرة على تفاصيل الحراك المدني. الشريعة - كما يتضح من محدداتها العامة السابقة - لم تطلق يد الفقيه في الشأن المدني. لكن شهوة الكلام في كل آن!، وشهوة النفوذ والمكانة الاجتماعية تتجاوز به حدود الشرعي بدعاوى شرعية!.
                      كيف يمكن إرساء هذا النفوذ اللامشروع، والأحكام الشرعية - الخالصة - لا تتناول إلا جزئيات محدودة من المدني العام؟!. كيف ينزل الفاعل الديني إلى الميدان المدني، وليس في يده إلا حزمة قليلة من الأحكام القطعية التي يعرفها الجميع، والتي هي من بدهيات الثقافة العامة في المجتمع المسلم، ولا يحتاج إليه فيها إلا فيما ندر من التفاصيل، غير الضرورية - في الغالب -؟!.
                      منذ القديم واجه الفاعل الديني هذه الإشكالية التي تحد من صلاحياته في الشأن العام. ولهذا، بادر إلى تأسيس مجموعة من المفاهيم التي تكفل له السيطرة على تفاصيل المدني ومع أن هذه المصطلحات المفاهيم والقواعد العامة لم تكن محل تنصيص من المشرع الأول، وإنما هي استنباط من مدلولات النص الأول، أي أنها مفاهيم وقواعد اجتهادية، يتم الاجتهاد بواسطتها!، إلا أنها طغت على كثير من ممارسات الفاعل الديني، وأصبح ما يتم من خلالها أكثر مما يتم من خلال قطعيات النصوص المحكمة، لأنها تعترف بالحدود بين الديني والمدني!.
                      من أشهر هذه القواعد التي مارس - ويمارس - الفاعل الديني بها سلطته في الشأن المدني، قاعدة: سد الذرائع. والقاعدة لها تعريف محدد. فمرة هي: «كل ما أفضى إلى حرام فهو حرام». ومرة هي: «ما غلب على الظن أنه يفضي إلى حرام فهو حرام». كل ذلك تحت قاعدة: للوسائل حكم الغايات.
                      بواسطة هذه القاعدة الذرائعية، تم تحريم الكثير من الحلال. فمع أن تحديد كيفية الإفضاء هذا، وحتميته، أو درجة التغليب في الظن، أو امتلاك تصور واقعي عن طبيعة الوسائل، كل ذلك ليس من شأن الفاعل الديني، أو - على الأقل - ليس من شأنه وحده، إلا أن الفاعل الديني يريد أن يحتكر الحكم في كل هذا العالم الذي ينضج بالمدنية الخالصة؛ تحت مبرر من هذه القاعدة التي ليست محل إجماع.
                      لم يكن لهذه القاعدة أن تروج؛ لولا أن هناك هوساً بالتحريم في الثقافة الإسلامية منذ القدم. وهذا الهوس تصاعد في مجتمعاتنا، إلى درجة صبغتنا بروح (حرورية) تجاوز الأصل الشرعي العظيم، والذي يؤكد على أن التحريم استثناء، والإباحة هي الأصل. هذه الروح (الحرورية) قلبت الأصول الشرعية؛ فأصبح التحريم هو الأصل الراسخ، والإباحة استثناء عابرا، بل وضُيّق هذا الاستثناء إلى درجة تقارب الإلغاء. ولهذا، تجد صيغة الأسئلة التي يطرحها المستفتي على الفاعل الديني تنطلق من كون التحريم أصلاً، فيكون السؤال: هل هذا الأمر حلال؟. وهو سؤال كاشف، يعري واقعنا الثقافي البائس.
                      معظم المستحدثات المدنية، التي لم يرد فيها حكم بالنص، تم النظر إليه من خلال هذه القاعدة التي يمكن أن يتم بواسطتها تحريم كل شيء، حتى الحياة يمكن تحريمها وتفضيل الموت عليها، لأن الإنسان الحي لا بد أن يرتكب معصية ما يقيناً، ولو صغيرة، فلا أحد معصوم. ومن هنا تصبح الحياة - وفق هذا الفهم القاعدي! - مفضية إلى محرم، بل ومحرم يقيني، وليس ظنياً. إذن، فلا بد أن تكون الحياة يقينية التحريم، لهذا السبب. أي أن لا أحد يقول بهذا. لكن مؤدى هذه القاعدة - وهي قابلة للتمدد إلى ما لا نهاية - ينتهي إلى هذا.
                      لم يكن تحريم المذياع في البداية إلا تماشياً مع هوس التحريم بوصفه أصلاً في الشأن المدني، حتى يثبت العكس. وتم التحريم بتفعيل هذه القاعدة (سد الذرائع). وكذلك تحريم التلفاز، وهو الحكم الذي لا يزال سارياً إلى اليوم بين الأوساط المتطرفة، باستثناء فضائياتهم الخاصة. وقد حرمت الفضائيات - خاصة قبل ظهور الفضائيات التقليدية - بهذه القاعدة. وكذلك الإنترنت، وتعليم المرأة قبل عقود، وامتلاكها البطاقة المدنية، وقيادة السيارة الخاصة.. إلخ، تم تحريمها، لأن كل هذه تفضي - حسب زعمهم - إلى محرم، أو تيسر الوصول إليه.
                      لو نظرنا إلى كل هذه الأشياء التي تم تحريمها بهذه القاعدة، لوجدناها مدنية خالصة، من حيث وضعيتها الأولى المحايدة. أما كيفية الاستخدام فهي متروكة للضمير الشخصي الخاص. هذا إذا اعتبرنا الإنسان كائناً راشداً ومسؤولاً. إذن، كان من الواجب أن يكون الحكم على كيفية خاصة - ومحددة بدقة - من الاستخدام، أي الكيفية التي تشتبك مع النص الأصلي المحرم، لا أن يتم تحريم حراك مدني كامل، بدعوى سد الذرائع.
                      هناك من يقول إن الحكم ارتبط بالضرر العام المتوقع. لكن، هذا الضرر المتوقع - وأكرر: المتوقع - من يقرره، خاصة وأنه في مسألة مدنية متواشجة مع تفاصيل أخرى في غاية المدنية. هل الفاعل الديني هو الأقدر على تحديد مستويات الضرر في هذا الحراك المدني؟!. لماذا لا يكون التعامل مع هذا المدني مدنياً، أي، إذا تحقق الضرر؛ يكون الموقف منه: المنع بواسطة النظام القانوني. فيقال: هذا ممنوع نظاماً. وبهذا نحفظ للتحريم مكانته في النفوس، ولا يكون مبتذلاً في كل قضية مدنية.
                      هناك فرق كبير بين كلمتي: ممنوع ومحرم. التحريم له صفة قدسية، والقدسية لا تتكون إلا بالاستمرارية والثبات، ولو نسبياً. وهذا متعذر في القضايا المدنية التي تتغير بين عشية وضحاها، تبعاً للتغير المدني السريع، وخاصة في هذا العصر. المنع المدني، قابل لأن يتغير؛ متى ما رأى المشرع المدني أن صلاحيته قد انتهت.
                      إذا أعطي الممنوع المتغير صفة المحرم الثابت، تزعزعت صفة (الحرمة) في النفوس، وأصبح التعدي عليها كالتعدي على القانون المدني (البشري). وقد يمتد هذا الأثر النفسي - اللامبالاة بالحرمة - إلى المحرمات الأصلية، فيصبح التعدي عليها كالتعدي على النظام. وبهذا، يختلط الإلهي بالبشري. وهذا غير مقبول دينياً.
                      كل هذا التأكيد على عدم إقحام الحكم الديني (التحريم هنا) في المدني، والاكتفاء بصيغة: المنع، يأتي على افتراض أن الفاعل الديني مدرك لتفاصيل المدني وعلائقه الموغلة في مدنيتها. وهذا افتراض قلما يقع في الواقع!. فالفاعل المدني - وكل من زاويته - أكثر إدراكاً للواقع المدني، وأقرب إليه - بواقعيته - من الديني الذي يشتغل على المثالي في غالب أحواله.
                      ويكون الأمر أكثر إشكالاً، عندما نعرف أن كثيراً من المحرمات بواسطة قاعدة سد الذرائع، إنما حرمت لغلبة الظن أنها تؤدي إلى محرم. أي أن التحريم بكل صرامته المرتبطة بالإلهي قام على أمر ظني، على الأقل في مستوى الضرر المقدر. وهذا الظني - أيضاً - هو ظن لا يتفق عليه الجميع، بل هو ظن خاص بالفاعل الديني الذي أصدر الحكم، خاصة، وأنه لا يخلو أمر من أمور الحياة العامة من جوانب سلبية. لكن يختلف الجميع في تقدير مستوياتها. فهل نرضى أن تصبح أحكامنا المقدسة في مهب الظنون البشرية التي لا تستقر على حال؟!.
                      بقي أمر هام. وهو أن الفاعل الديني يستشهد لهذه القاعدة بعدد من الشواهد، أو الأدلة، مثل: نهى الله - عز وجل - عن سب آلهة المشركين؛ لأن ذلك يؤدي إلى أن يسبوا الله. ومثل: منع الصلاة عند شروق الشمس وغروبها. ومثل: تحريم الخلوة بالأجنبية.. إلخ هذه الشواهد. وليس محل النزاع فيما ورد تحريمه بالنص الشرعي، وقامت الشريعة - وليس الفاعل الديني - بسد الذريعة إليه؛ لأن الفاعل الديني إذا مارس هذا الدور فقد مارس التشريع. وهذا ليس من حقه، بل هو حق خاص بالله - عز وجل -.
                      الذي حرّم في هذه الشواهد هو الله - عز وجل -. ومن ثمَّ يمكن تقسيم سد الذرائع إلى: شرعية (وهي ما نص عليها الشرع)، وغير شرعية (وهي من ظنون الفاعل الديني، وغير منصوص عليها شرعاً). الخلوة - مثلاً - ذريعة إلى الخطيئة، كما في النص الشرعي. والذي حكم بأنها ذريعة ليس أنا أو أنت - بصرف النظر من تكون -، بل هو الذي يمتلك حق تحديد الذرائع والتحريم.
                      لا يمكن أن يأتي أحد - قياساً على تحريم الخلوة - فيحرم - مثلاً - مشاركة المرأة في بناء المجتمع المدني، تحت ذريعة الاختلاط، بدعوى أن الاختلاط ذريعة إلى محرم. هذا ليس من حق أي أحد، لأن الذريعة لا يحددها إلا الله - عز وجل - وهو الأعلم بمستويات الضرر، وهل يرقى هذا الضرر إلى درجة التحريم، فحكمه يقيني، وأحكامنا - الاجتهادية - ظنية. ولو كان الاختلاط (المشاركة في العمل المدني، دون خلوة) ذريعة إلى الحرام؛ لكان الشرع قد نص عليها كما نص على تحريم الخلوة. وقس على ذلك كثيراً من الاجتهادات الخاصة التي راجت، بسبب ذهنية التحريم المسيطرة على وعينا الثقافي التقليدي.


                      لم يكن تحريم المذياع في البداية إلا تماشياً مع هوس التحريم بوصفه أصلاً في الشأن المدني، حتى يثبت العكس. وتم التحريم بتفعيل هذه القاعدة (سد الذرائع). وكذلك تحريم التلفاز، وهو الحكم الذي لا يزال سارياً إلى اليوم بين الأوساط المتطرفة، باستثناء فضائياتهم الخاصة جاء الإسلام كدين عام عالمي، يخاطب الإنسانية جمعاء، ويضع لها المحددات العامة التي تكفل لها الانطلاق والفاعلية في أي زمان ومكان. ولهذا…

                      التعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة جبران سحاري مشاهدة مشاركة
                        قاعدة (سد الذرائع ودرء المفاسد) هي قاعدة شرعية من أسس الدين ودعائمه.

                        السؤال هو

                        ما دام هذه القاعدة الشرعية من استنباط البشر ولم يرد بها دليل واضح وصريح


                        هل من يرفض هذه القاعدة ،
                        ويقول أنه سوف يحرم ما حرمه الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ويحلل ما أحله الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ،
                        هل يعتبر مارق فاسق خارج عن الملة أم ماذا ؟

                        التعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة ناجع الودعاني مشاهدة مشاركة
                          السؤال هو

                          ما دام هذه القاعدة الشرعية من استنباط البشر ولم يرد بها دليل واضح وصريح

                          كل القواعد الشرعية هي من استنباط البشر لكن هؤلاء البشر علماء، وأدلتهم واضحة وصريحة كالشمس في رابعة النهار، وليست دليلاً واحداً بل أدلة كثيرة بعضها يصل إلى خمسين دليلاً كما بينا عن العلامة ابن القيم، ولكن الصراحة والوضوح في الأدلة لا يدركها من لا يريد ذلك .

                          التعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة جبران سحاري مشاهدة مشاركة
                            كل القواعد الشرعية هي من استنباط البشر لكن هؤلاء البشر علماء، وأدلتهم واضحة وصريحة كالشمس في رابعة النهار، وليست دليلاً واحداً بل أدلة كثيرة بعضها يصل إلى خمسين دليلاً كما بينا عن العلامة ابن القيم، ولكن الصراحة والوضوح في الأدلة لا يدركها من لا يريد ذلك .


                            لماذا لا نقر ماورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سداً للذريعة بإعتباره حكماً شرعياً ؟
                            ونعتبر أن سد الذرائع محصور برسولنا صلى الله عليه وسلم فقط .

                            التعليق


                            • #15
                              باب سد الذرائع : واسع للرجل ضيق على المرأة

                              قد لا يكون ما أكتبه يمثل وجهة نظر عامة ولكن المؤمنين به حتى وهم أفراد فإنهم قادرون تماما أن يحيلوا حياتك إلى جحيم لأنهم ينامون ويستيقظون مع باب سد الذرائع الذي حرم بلادنا من حياة طبيعية وحولها من الثمانينات الميلادية وحتى اليوم إلى جدار فصل عنصري اجتماعي وحارب صلة الرحم مع بنات الخال وبنات العمومة اللائي كنا قبل ذلك نعرفهن ونتحدث إليهن في جلسات عائلية محتشمة وعفوية وصادقة وهن الآن ينظرن إلى ما كان على أنه كان حراما ويدعين الله ليل نهار أن يغفر لهن ذلك لأنهن عشن مع ثورة الشريط الإسلامي الذي أقسم لنا أن كل حياتنا كانت حراما.
                              إن باب سد الذرائع من شدة انشغاله في تمرير العديد من القضايا الاجتماعية المعاصرة نسي أن يسمح بمرور المروءة والنخوة والرجولة، ظنا منه أن ذلك ليس من الدين في شيء.
                              هذه حادثة حصلت حقيقة في المنطقة الشرقية، ونقلتها وكالة أخبار المجتمع السعودي، عندما تعرضت امرأة هي وأطفالها للتحرش من قبل شاب يحاول عنوة إيقاف سيارتها (طبعا هذا فلكلور محلي عند مراهقينا نرفضه تماما)، فلجأت للشرطة التي اشترطت وجود محرم معها كي يتم تسجيل البلاغ. ولكن الضابط قال:" عندنا هنا ما في، لازم يكون محرم، بس روحي شوفي شرطة الكورنيش يمكن يساعدوك". هل المسألة "شورية"؟ بحيث يتيح لكل من حمل الحد الأدنى من المسؤولية أن يصنع الشوربة القانونية التي يحب التهامها؟ الكاتبة خلود الفهد، اتصلت مع "وكالة أخبار المجتمع السعودي" وحصلت على هاتف السيدة الفاضلة التي قالت لها:" أنا كنت مرتدية عباءة رأس ونقاب، وزوجي خارج السعودية ومع ذلك رفضوا مساعدتي". وتطرح خلود تساؤلا أثارني فعلا. تقول:"الهيئة تحل محل المحرم في مراكز الشرطة، مما يعني أن رجل الأمن ينظر إليه بعين الشك والريبة وبأنه شخص غير مؤتمن على النساء، بعكس الهيئة التي تتحدث مباشرة إلى الفتيات بغياب محارمهن". يبدو الوضع مربكا، لا ضوابط له، أوضاع هلامية تخضع لأمزجة أشخاص اخترعوا فهما جديدا للدين. يجب أن نؤمن أننا نتحدث عن دولة المرأة فيها مواطنة كاملة الحقوق أو على الأقل هذا ما يجب أن يكون.

                              حسن عسيري - جريدة الوطن

                              التعليق

                              KJA_adsense_ad6

                              Collapse
                              جاري التنفيذ...
                              X