بسم الله الرحمن الرحيم
الكلام في (التعريب) يجب أن يُراعى فيه الأمور التالية:
أولاً: أسماء الأعلام هذه خارج محل النزاع ولا حاجة لتعريبها؛ لأنها تنقل كما هي، وكذلك أسماء البلدان والأماكن فهذه ينبغي أن يكون في ذهن المتكلم عن التعريب أنها منقولة من اللغات الأعجمية إلى العربية والأعلام مثل: (إبراهيم) و(يعقوب) ونحو ذلك، والبلدان نحو: (أنطاكية ) و(أذربيجان) .
ثانياً: ما عدا هذه الأسماء فلها خمس حالات:
الأولى: لا تخلو إما أن تكون وردت في القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة أو وردت في شعر العرب في عصور الاحتجاج فهذه وقع الخلاف فيها هل هي عربية؟ أو معربة من اللغات الأخرى؟ أو أن هذا مما اتفقت فيه اللغات مع اللغة العربية؟ وهذا الأخير هو الأظهر عند أهل العلم المحققين كالإمام ابن جرير الطبري وغيره؛ لأن نطقها باللغة العربية مختلف عن نطقها في اللغات الأخرى فهذا من توافق اللغات مع وجود فوارق يسيرة ومن أمثلتها: (مشكاة) و(قسطاس) ونحو ذلك .
الثانية: أن تكون أخذت من اللغات الأخرى بالفعل، ولكن نسي أصلها الفارسي أو الحبشي أو نحو ذلك، وسرت في لسان العرب فهذه تلحق باللغة العربية مثل: (الهرج) بمعنى: القتل، و(سَنهْ) بمعنى: حسنه كما في صحيح البخاري وغيره .
الثالثة: أن تكون الكلمة تكلم بها العرب في عصور الاحتجاج ولكن واضحٌ أنها مأخوذة من اللغة الفارسية أو غيرها إذ ليس في اللغة العربية على نمطها في اجتماع الحروف والوزن ونحو ذلك فهذه تسمى (معربة) مثل: (الأستاذ) لأنه لا يجتمع في كلمة عربية سين وذال كما في (المصباح) وغيره، ومثل (الإستار) كذلك بمعنى: الأربعة في قول جرير:
إِن الفَرَزْدَقَ والبَعيثَ وأُمَّه *** وأَبا البَعِيث لشَرُّ ما إِسْتارِ
الرابعة: أن يكون تكلم بها العرب ولكن بعد عصور الاحتجاج فهذه تسمى (مولدة) أو (دخيلة) مثل: (السبحة) وهي: الخرزات التي تنظم في خيط لعد التسبيح بها و(الفطرة) وهي ما يخرج من زكاة الفطر كما في المعاجم أنها مولدة .
الخامسة: أن لا تكون من هذا كله وإنما جدت على العرب من بعض الصناعات الغربية والآلات فهذه الحل لتعريبها هو (الترجمة) فحسب .
مثال ذلك: الكمبيوتر يقال في تعريبة ترجمة: (الحاسب) .
والتلفون يقال فيه: (الهاتف) ونحو ذلك .
تنبيه: ألف جماعة من العلماء في المعرب ومن أشهر الكتب (المُعَرَّب) لأبي منصور الجواليقي (ت:540هـ)، ولم يُسَلم له في كل ما قال، ويراجع كتاب (أغلاط العوام) للقسطنطيني (ت:992هـ) .
ولكن أحسن الكتب في التعريب وأجمعها كتاب (شفاء الغليل في المُعَرّب والدخيل) للشهاب الخفاجي (ت:1069هـ) وهو مطبوع بتحقيق د. محمد كشاش، وهو من المراجع التي رجع إليها صاحب كتاب (التعريب في القديم والحديث) د. محمد حسن عبد العزيز على قلة، والله تعالى أعلم .
الكلام في (التعريب) يجب أن يُراعى فيه الأمور التالية:
أولاً: أسماء الأعلام هذه خارج محل النزاع ولا حاجة لتعريبها؛ لأنها تنقل كما هي، وكذلك أسماء البلدان والأماكن فهذه ينبغي أن يكون في ذهن المتكلم عن التعريب أنها منقولة من اللغات الأعجمية إلى العربية والأعلام مثل: (إبراهيم) و(يعقوب) ونحو ذلك، والبلدان نحو: (أنطاكية ) و(أذربيجان) .
ثانياً: ما عدا هذه الأسماء فلها خمس حالات:
الأولى: لا تخلو إما أن تكون وردت في القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة أو وردت في شعر العرب في عصور الاحتجاج فهذه وقع الخلاف فيها هل هي عربية؟ أو معربة من اللغات الأخرى؟ أو أن هذا مما اتفقت فيه اللغات مع اللغة العربية؟ وهذا الأخير هو الأظهر عند أهل العلم المحققين كالإمام ابن جرير الطبري وغيره؛ لأن نطقها باللغة العربية مختلف عن نطقها في اللغات الأخرى فهذا من توافق اللغات مع وجود فوارق يسيرة ومن أمثلتها: (مشكاة) و(قسطاس) ونحو ذلك .
الثانية: أن تكون أخذت من اللغات الأخرى بالفعل، ولكن نسي أصلها الفارسي أو الحبشي أو نحو ذلك، وسرت في لسان العرب فهذه تلحق باللغة العربية مثل: (الهرج) بمعنى: القتل، و(سَنهْ) بمعنى: حسنه كما في صحيح البخاري وغيره .
الثالثة: أن تكون الكلمة تكلم بها العرب في عصور الاحتجاج ولكن واضحٌ أنها مأخوذة من اللغة الفارسية أو غيرها إذ ليس في اللغة العربية على نمطها في اجتماع الحروف والوزن ونحو ذلك فهذه تسمى (معربة) مثل: (الأستاذ) لأنه لا يجتمع في كلمة عربية سين وذال كما في (المصباح) وغيره، ومثل (الإستار) كذلك بمعنى: الأربعة في قول جرير:
إِن الفَرَزْدَقَ والبَعيثَ وأُمَّه *** وأَبا البَعِيث لشَرُّ ما إِسْتارِ
الرابعة: أن يكون تكلم بها العرب ولكن بعد عصور الاحتجاج فهذه تسمى (مولدة) أو (دخيلة) مثل: (السبحة) وهي: الخرزات التي تنظم في خيط لعد التسبيح بها و(الفطرة) وهي ما يخرج من زكاة الفطر كما في المعاجم أنها مولدة .
الخامسة: أن لا تكون من هذا كله وإنما جدت على العرب من بعض الصناعات الغربية والآلات فهذه الحل لتعريبها هو (الترجمة) فحسب .
مثال ذلك: الكمبيوتر يقال في تعريبة ترجمة: (الحاسب) .
والتلفون يقال فيه: (الهاتف) ونحو ذلك .
تنبيه: ألف جماعة من العلماء في المعرب ومن أشهر الكتب (المُعَرَّب) لأبي منصور الجواليقي (ت:540هـ)، ولم يُسَلم له في كل ما قال، ويراجع كتاب (أغلاط العوام) للقسطنطيني (ت:992هـ) .
ولكن أحسن الكتب في التعريب وأجمعها كتاب (شفاء الغليل في المُعَرّب والدخيل) للشهاب الخفاجي (ت:1069هـ) وهو مطبوع بتحقيق د. محمد كشاش، وهو من المراجع التي رجع إليها صاحب كتاب (التعريب في القديم والحديث) د. محمد حسن عبد العزيز على قلة، والله تعالى أعلم .
التعليق